موقع مصرنا الإخباري:
مرة أخرى، سجل جيش الاحتلال فشلاً ذريعا اليوم الجمعة بعد إعلان حزب الله اللبناني عن دخول مسيرة تحمل اسم حسان في مهمة استطلاعية فوق الأراضي الفلسطينية، دون أن تتمكن أجهزة الاحتلال و القبة الحديدية من رصدها.
“طائرة حسان” هو اسم الطائرة التي أرعبت الكيان الصهيوني، حيث أعلن حزب الله إطلاقه طائرة مسيرة في مهمة استطلاعية فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حلقت لمدة 40 دقيقة، وعلى عمق 70 كم داخل الأراضي المحتلة، قابلها جيش الاحتلال باستنفار كبير لمختف تشكيلاته الأمنية والعسكرية، بما فيها “القبة الحديدية” وغيرها من منظومة الاعتراض بهدف اسقاطها، لكنها كلها باءت بالفشل.
مستجد حقيقي و خطير
المختص في الشأن “الإسرائيلي” و الإقليمي بسام أبو عكر أوضح أن المسيرة حسان وضعت هذا الكيان كله مع منظومته الأمينية والاستخباراتية ومنظومة الإنذار المبكر والاعتراض أمام مستجد جدي وحقيقي خطير.
و أشار أبو عكر في حديث خاص لـ “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية” الى أن حادثة اطلاق الطائرة حسان أثار استنفاراً و هستيرية في دولة الكيان، حيث استنفر الاحتلال قواته ومروحياته وطائراته الحربية، كما فعل القبة الحديدية، إضافة الى حالة الهلع التي اصابت المستوطنين والجنود في شمال فلسطين المحتلة، وذلك بعد انطلاق ومن ثم دخول المسيرة الأراضي الفلسطينية من لبنان، حيث قامت القبة الحديدية بإطلاق صاروخ بهدف اسقاط المسيرة لكنه لم يتمكن من ذلك، نفذت الطائرة مهمتها وعادت بسلام.
و لفت المختص أبو عكر الى أن المسيرة تجاوزت منظومة الاعتراض التي ما فتأت تتحدث عن إنجازاتها في اعتراض الصواريخ بنجاح من قطاع غزة، والتي في حقيقة الأمر سجلت إخفاقات كبيرة في معركة سيف القدس، واليوم تجلى هذا الفشل بشكل لا يدع مجالا للشك بأن كل التحذيرات التي اطلقها جنرالات العدو وخبرائه وتقارير المراقب العام للدولة العبرية أكثر من مرة منذ حرب تموز في العام 2006 على لبنان، والتي تناولت ضعف وهشاشة الجبهة الداخلية.
محاولات فاشلة لاستعادة الهيبة العسكرية
و تطرق الباحث الى تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية على علو منخفض فوق الجنوب اللبناني وفوق العاصمة بيروت، في محاولة لإعادة الاعتبار للهيبة العسكرية الإسرائيلية، بعد فشلها في اسقاط طائرة حسان.
و أضاف أن مناورات الوعي التي نفذها حزب الله، وإعلان السيد حسن نصر الله بشكل لا يترك مجالا للشك حول امتلاك الحزب لهذه المنظومة من الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة، وأكثر من ذلك أنها تصنع في لبنان، وهذا بحد ذاته يأتي تأكيدا على فشل منظومة الاعتراض من منع حزب الله من امتلاك الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة ومن ثم صنعها وتطويرها وتخزينها وبكميات كبيرة في لبنان.
و أكد الباحث أبو عكر على أن حادثة اطلاق المسيرة حسان تجدد التأكيد على فشل نظرية المعركة أو ما يطلق عليه من جانب العدو نظرية الحرب بين الحروب، وأن المسيرة حسان التي اخترقت في عمق 70كم، العمق الصهيوني في كل شمال فلسطين المحتلة، في الجليل الأعلى وشمال طبريا، لمدة أربعين دقية، ودون القدرة على اسقاطها وعودتها سالمة الى قاعدتها في لبنان، هو تأكيد صريح أن النظرية بشكل عملي فشلت.
محور المقاومة و انتصارات متتالية
و أضاف أن محور المقاومة في غزة ولبنان وسوريا وبقية ساحات المحور، وعلى رأس هذا المحور الجمهورية الإسلامية في إيران، يمتلك من القدرات والإمكانات القتالية المتفوقة التي تؤكد هشاشة المنظومة الاعتراضية الأمنية والعسكرية والاستخباراتية للعدو ومن ثم تحقيق الانتصارات المتتالية عليها.
كما أشار أبو عكر الى أن عملية اطلاق الطائرة حسان تؤكد هشاشة و ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، الأمر الذي يفقد نظرية الأمن الصهيوني بريقها وقوتها ومن ثم تأثيرها، والتي تقوم (نظرية الأمن الصهيوني) على أسس وقواعد، الإنذار المبكر والردع والحسم السريع في المعارك ونقل المعركة خارج حدود الكيان، مع صواريخ المقاومة واليوم صواريخها الذكية والدقيقة، إضافة الى المسيرات هذا السلاح الذي طالما تباهت به مؤسسة الصناعات العسكرية الصهيونية (رفائيل وغيرها من الشركات) واعتبرته حكرا لها، جعل الجبهة الداخلية للعدو تدخل ضمن نظرية الأمن الصهيوني، ولكنا في حقيقة الأمر باتت معراه ومكشوفة تماما، أمام اختراقات قدرات المقاومة واستحالة حمايتها والدليل اختراق المسيرة حسان وفشل منظومة الاعتراض وعلى رأسها القبة الحديدية وغيرها.
و أوضح الباحث أبو عكر الى أن المستوى السياسي والأمني في “إسرائيل”، لم يتقبل تقرير فنوغراد بعد العدوان على لبنان في العام 2006، حول هشاشة وضعف استعدادات الجيش وقدراته القتالية وكذلك وهن الجبهة الداخلية، وهذا ما حذرت منه الكثير من المستويات الأمنية، والجنرالات في الجيش وقادة الأذرع الأمنية، ان صانعي القرار عليهم أن يأخذوا قدرات المقاومة على محمل الجد، وان المقاومة باتت تشكل الخطر الأمني الاستراتيجي المباشر والذي جعل (السؤال الوجودي لهذا الكيان) يظهر بقوة في مراكز البحث والتحليل الأمني (القومي) وعلى طاولة البحث والتخطيط أمام صانع القرار، والذي لا يريد حتى اللحظة الاعتراف بالهزائم والفشل والحقائق الكثيرة التي تشير وتؤكد الواحد بعد الآخر على تلك التنبيهات والتحذيرات والتقارير.
المصدر: فلسطين اليوم