موقع مصرنا الإخباري:
على الرغم من البداية المتواضعة لظهور أبطال مصر في أولمبياد طوكيو 2020، إلا ان الختام كان أكثر من رائع بميداليتين ذهبية وفضية في اليوم الأخير من دورة الألعاب الأولمبية ليرتفع عدد ميداليات الفراعنة إلى 6 ميداليات متنوعة، بعدما نجح نجومنا في حصد 4 ميداليات برونزية قبل اليوم الأخير.
مشاركة تاريخية وأكبر عدد من الميداليات في دورة واحدة بعد التتويج بـ6 ميداليات، لتتفوق تلك المشاركة على 3 مشاركات سابقة نجحنا فيها في حصد 5 ميداليات في 1928 و1936 و2004، والذهبية الأولى للمصريين في الأولمبياد منذ ذهب كرم جابر في أثينا، لكن ماذا بعد الإنجاز التاريخي؟ وماذا عن الاستعداد لباريس 2024 التى ستنطلق بعد 3 سنوات فقط من الآن؟ وماذا عن تحويل الاهتمام بالرياضة في الفئات السنية الصغيرة وتقريبًا كل الألعاب بعيدًا عن كرة القدم؟ كيف نبني على هذا النجاح ونستثمره للتفوق رياضيًا؟
أسئلة كثيرة تدور في الأذهان حول الاستفادة من تلك المشاركة التاريخية، وتحتاج إلى عمل شاق من نوع آخر خارج الملعب، وتبدو الظروف مهيأة بشكل ما حاليًا لتحقيق أقصى استفادة خاصة وأن قطاع كبير من الآباء والأمهات صغار السن باواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات يعلمون تماما أهمية الرياضة لأطفالهم وهناك قطاع كبير بالفعل منهم يرتبط حاليًا برياضات أخرى بعيدًا عن لعبتنا الشعبية الأولى كرة القدم، وهو ما يظهر من خلال أكاديميات الأندية وقطاعات الناشئين التي تضم الآلاف في مختلف الألعاب الجماعية والفردية والمضرب والنزال.
لماذا لا يتكاتف الجميع من أجل استغلال تلك الحالة، والتأكيد على أولياء الأمور أن كل شيء سيكون على مايرام، والمجهود الكبير المبذول بين التمرين والدراسة قد يختتم بنهاية سعيدة بمنصة تتويج بطولة محلية أو قارية أو ربما عالمية وميدالية أولمبية في النهاية رغم كل الظروف الصعبة التي نعلمها جميعًا.
بعض شركات التسويق الرياضي أخذت المبادرة ووجدنا رعاة للاعبين لا يعرفهم أحد، وبعدها أجبروا الجميع على التغني باسمهم من خلال إنجازاتهم الكبيرة، ونتمنى أن نرى خططًا للتسويق الرياضي وزيادة موارد الاتحادات واللجنة الأولمبية وفتح الباب لأفكار شابة طموحة بعيدًا عن نص اللائحة ومواد القانون وختم مدام عفاف، ونتمنى أيضًا أن تضع القنوات التلفزيونية يدها مع الجميع في إذاعة وبث المباريات والبطولات المختلفة والتي بالتأكيد ستكون أوفر من بث مباريات الدوري، وستمنح الجميع تنوعًا وفرصة للتعرف أكثر على الرياضات المختلفة والارتباط بها وإعادة تشكيل وعي الجمهور الذي يتابع بالفعل السلة واليد والطائرة والتنس لكن لا يجد هذا المحتوى بشكل منتظم على قنواتنا.. فلم لا نبدأ من الآن؟!
أولمبياد طوكيو فرصة ذهبية للقفز سنوات بمشروعات رياضية عملاقة في سوق متعطش لخلق الأبطال، ويضع الرياضة ضمن أولوياته في التربية.. فلا تهدروا تلك الفرصة.
بقلم أحمد عصام