وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الثلاثاء، التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أخيراً، بشأن المواقع المشتبه بممارسة أنشطة نووية فيها بأنه “غير منصف وغير متوازن”.
ودعا خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى “الالتزام بالحد الأقصى من الدقة لكي لا تنحرف عن المسار الفني وما ينص عليه ميثاقها وعدم تدمير المسار الذي قطعناه بصعوبة”، متهماً الكيان الإسرائيلي بالتدخل في شؤون الوكالة والتجسس منها.
وأمس الإثنين، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرين منفصلين، بشأن القضايا الخلافية بين الوكالة وإيران، واحتياطياتها من اليورانيوم المخصب. وفي التقرير الأول، ذكرت الوكالة أن إيران لم ترد بمصداقية على أسئلة الوكالة المطروحة عليها منذ فترة طويلة، بشأن مصدر آثار يورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.
وأضافت الوكالة الدولية أن إيران “لم تقدم تفسيرات جديرة بالثقة من الناحية الفنية، في ما يتعلق بالنتائج التي توصلت إليها في تلك المواقع” الثلاثة.
وفي التقرير الثاني، أوردت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران قد تجاوز الحد المسموح به، بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بأكثر من 18 مرة.
وأشارت إلى أنه وفقاً لتقديرات منتصف مايو/أيار، فقد زادت طهران إجمالي احتياطها إلى 3809,3 كيلومترات، مقابل 3197,1 كيلومترا في فبراير/شباط، بعيداً عن السقف الذي تعهدت به بموجب الاتفاق والبالغ 202,8 كيلومتر (أو 300 كيلومتر من سداسي فلوريد اليورانيوم UF6).
مفاوضات فيينا
وبشأن مفاوضات فيينا النووية المتعثرة، قال خطيب زادة إن الولايات المتحدة الأميركية “لم تقدم ردوداً مطلوبة على ابتكارات إيران” بشأن القضايا العالقة بمفاوضات فيينا، عازياً توقف هذه المفاوضات منذ نحو ثلاثة أشهر إلى عدم اتخاذ واشنطن قرارها السياسي وعدم ردها على “الابتكارات الإيرانية الأوروبية”، من دون الكشف عن تفاصيلها.
ودعا المتحدث الإيراني، الإدارة الأميركية إلى الابتعاد عن “السلوك المتذبذب”، مؤكداً أنه “إذا ما اتخذت الولايات المتحدة القرار الصحيح فحينئذ لن يكون هناك أي مأزق”.
وشدد خطيب زادة على ضرورة حل القضايا المتبقية بين إيران والولايات المتحدة في مجال الضمانات بعدم إعادة فرض العقوبات، وعدم الانسحاب من الاتفاق مرة أخرى ورفع العقوبات عن الأشخاص وتحقيق الانتفاع الاقتصادي الكامل لإيران من الاتفاق النووي.
الحوار مع السعودية
وعن المباحثات الإيرانية السعودية في بغداد، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن “موعد عقد الجولة السادسة لم يحدد بعد وعلينا أن ننتظر لنرى اتجاه التوافقات” خلال الجولة السابقة. وأضاف أن هناك “اتفاقيات” بشأن الحج، معرباً عن أمله في أن تجري مناسك الحج بـ”هدوء”.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016، بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد شرقي البلاد، على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر. إثر ذلك، أغلقت منظمة التعاون الإسلامي ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة خلال إبريل/ نيسان 2017.
وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/ نيسان 2021 في بغداد، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية وأطراف إقليمية أخرى بجمع الطرفين على طاولة واحدة. وكانت الجولة الخامسة من الحوار قد عقدت أواخر إبريل/نيسان الماضي.
ووصفت طهران الجولة الخامسة، بأنها “كانت إيجابية وجادة وتسير إلى الأمام”.
وحول زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى عُمان، الأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، في مؤتمره الصحافي إن الزيارة كانت “ناجحة للغاية”، مشيراً إلى إبرام “اتفاقيات جيدة” و13 وثيقة تعاون بين الطرفين.
وتحدث عن جولات إقليمية قادمة لوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، خلال الأيام المقبلة، لافتاً إلى أنها ستمهد لزيارة قادة آخرين إيران.
المصدر: العربي الجديد