يسافر طبيب فلسطيني يقيم في كندا الى إلقدس يوم الإثنين، أملا في الحصول على قرار من المحكمة العليا في القضية التي رفعها ضد القوات الإسرائيلية لقتل بناته الثلاث خلال غارة جوية على قطاع غزة عام 2009.
واستحوذ الدكتور عز الدين أبو العيش على تعاطف واسع النطاق في إسرائيل عندما فقد ثلاث بنات وابنة أخته في غارة إسرائيلية على منزله خلال الحرب، وهو الآن يسعى لتحقيق العدالة في أعلى محكمة في إسرائيل بحسب وكالة ”أسوشييتدبرس“ الأمريكية.
وأشارت الوكالة الجمعة، إلى أنه من المقرر أن يمثل أبو العيش أمام المحكمة العليا في القدس الإثنين على أمل تلقي اعتذار من إسرائيل وتعويض عن خسارته.
وقال الطبيب الذي تلقى تعليمه في جامعة ”هارفارد“ الأمريكية، وهو أرمل انتقل إلى كندا بعد المأساة، إنه يأمل في أن ينتصر.
وقالت الوكالة في تقريرها: ”بعد أن رفضت محكمة ابتدائية قضيته في عام 2018 يعلم أبو العيش الآن، أنه ربما سيقطع مسافة 9000 كيلومتر (6000 ميل) ليخسر مرة أخرى“.
ونقلت عن أبو العيش قوله، إن مثل هذه النتيجة لن تؤدي إلا إلى تسليط ضوء أكثر إشراقًا على الظلم الذي تعاني منه عائلته والشعب الفلسطيني.
وأضاف أبو العيش: ”في كلتا الحالتين فإن إعادة سرد القصة هي خطوة في حد ذاتها على الطريق نحو إرث سلام لبناتي من أجل خلق الحياة من الموت والقتل، وإذا حصلنا على قرار إيجابي من المحكمة فهذا نجاح كبير وانتصار لنا جميعا.. ولكن مهما كانت النتيجة القانونية أنا مصمم على أننا لن نكون ضحايا بعد الآن“.
ولفتت الوكالة إلى أن أبو العيش البالغ من العمر 66 عاما كان طبيب توليد وناشط سلام معروف جيدًا في إسرائيل حتى قبل المأساة، مشيرة إلى أنه كان يعمل في مستشفى إسرائيلي أثناء إقامته في قطاع غزة وأنه أثناء الحرب غالبًا ما كان يقدم تحديثات لوسائل الإعلام الإسرائيلية باللغة العبرية بطلاقة.
وقالت: ”ولكن في 16 كانون الثاني (يناير) 2009، بث التلفزيون المباشر تقريرًا مأساويا من أبو العيش إلى الإسرائيليين الذين يشاهدون القناة العاشرة للحصول على أخبار عن الحرب.. وقال أبو العيش في التقرير: ”لقد قُتلت بناتي“ ثم بدأ يبكي على الهواء مباشرة“.
وذكرت الوكالة أن الغارة الإسرائيلية أودت بحياة بناته آية (14 عامًا) وبيسان (21 عامًا) وميار (15 عامًا)، بالإضافة إلى ابنة أخته نور (17 عامًا) فيما أظهرت لقطات أبو العيش وهو يحمل ابنة أخرى شذى (17 عامًا) التي أصيبت بحروح.
وأوضحت أنه لمدة 13 عامًا، حارب أبو العيش في المحاكم الإسرائيلية لتحقيق العدالة لأسرته بسبب ما يقول إنه خطأ فادح من قبل الجيش الإسرائيلي فيما زعمت الحكومة أن القانون يحمي الجيش من المسؤولية عن أعمال الحرب.
ولفتت إلى أنه في عام 2018، انحازت المحكمة الابتدائية إلى جانب الجيش وتم إرجاء استئناف أبو العيش لهذا الحكم بسبب جائحة فيروس ”كورونا“ حتى الإثنين المقبل.
وقال أبو العيش: ”هناك الآن نقاط مضيئة.. سمعت قبل أسبوعين أن أما إسرائيلية حاملا قرأت عن رحلتي قبل 8 سنوات وقررت تسمية طفلتها آية على اسم ابنتي.. سألتقي بالفتاة البالغة من العمر الآن 8 سنوات وعائلتها في عطلة نهاية الأسبوع“.
وأضاف وهو يقرأ رسالة بشأن تلك الأم الإسرائيلية قبل أيام مغادرته منزله في تورونتو متوجها إلى إسرائيل: ”لقد تأثرت كثيراً.. لا أعرف ماذا أفعل وماذا أقول“.