التقى سامح شكري وزير الخارجية، بجيورجوس جيرابيتريتيس وزير خارجية اليونان، وذلك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.
وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، بأن اللقاء تناول التأكيد على علاقات الصداقة الاستراتيجية التي تجمع مصر واليونان، والتي تتعدد مرتكزاتها سياسياً واقتصادياً وثقافياً، فضلاً عن الروابط التاريخية الممتدة والتقارب جغرافي الذي أسهم في صياغة المصالح المشتركة والرؤى المتقاربة بين البلدين. كما تم التأكيد أيضاً على أهمية تطوير مختلف أوجه التعاون بين البلديّن بما يعكس عمق هذه الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الدولتين.
وأضاف السفير أبو زيد، بأن الوزيرين بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، وخاصة الدعم المتبادل داخل مختلف المنظمات الإقليمية والدولية على النحو الذي يعكس قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، فضلاً عن تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتطوير التعاون في قطاعات السياحة والزراعة والتحول الأخضر، إلى جانب مواصلة التعاون والتنسيق في مجال الطاقة والغاز الطبيعي، لاسيما في إطار منتدى غاز شرق المتوسط.
وأردف السفير أبو زيد، بأن الوزير سامح شكري حرص خلال اللقاء على تثمين التشاور السياسي الوثيق بين البلدين، والتنسيق المتواصل بشأن المواقف المتعلقة بالقضايا الإقليمية بمنطقة المتوسط، مؤكداً حرص مصر على دعم وتعميق العلاقات المتميزة بين البلدين وتفعيل أطر التعاون القائمة بينهما، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي.
كما أشاد الوزير شكري بوتيرة الزيارات رفيعة المستوي من الجانبين، وأخرها زيارة رئيس الوزراء اليوناني الأخيرة إلى مصر في أغسطس الماضي، مشيراً إلى أهمية البناء على نتائج هذه الزيارة، وتفعيل الاتفاقات التي تم التوقيع عليها بين الجانبين في مختلف المجالات، وخاصة اتفاق العمالة الموسمية في القطاع الزراعي والذي يقدم نموذجاً يحتذى به للانتقال المنظم للعمالة بين البلدين.
ومن جانبه، أشاد وزير الخارجية اليوناني بمتانة العلاقات بين البلدين وتطورها بشكل متنامٍ في مختلف المجالات، مؤكداً تطلع اليونان لتحقيق المزيد من التقدم الملموس في تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين.
كما حرص وزير الخارجية اليوناني على تقديم الشكر لمصر لإرسالها طائرات للمساعدة في عمليات إخماد حرائق الغابات في اليونان.
وأشار المتحدث الرسمي، إلى أن الوزيرين حرصا على الإشادة بالدور المحوري الذي تلعبه آلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص لمواصلة التنسيق السياسي فيما بينها لتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة المتوسط. كما تم استعراض التقدم المحرز في إطار المشروعات المنبثقة من الآلية وعلى رأسها مشروع الربط الكهربائي.
وذكر السفير أبو زيد، أن اللقاء شهد أيضاً تناول الرؤي والتقديرات حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في المشهد الليبي، والتصعيد الحالي في الأراضي الفلسطينية ومساعي إحياء عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذلك تطورات الملف السوري، والأزمة السودانية، ومفاوضات سد النهضة.
وحرص الوزير شكري على إطلاع الوزير اليوناني بنتائج الاتصالات والتحركات الأخيرة ذات الصلة بتلك القضايا، مبرزاً الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة وإيجاد أفق لكسر حالة الجمود الحالي التي تشهده المنطقة واستعادة الاستقرار والسلام بها.
واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته مشيراً إلى أن الوزيرين ناقشا أيضاً عدداً من الأولويات التي تُعد موضوع تنسيق مشترك بين البلدين؛ من بينها جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، ومكافحة الإرهاب. ومن جانبه، ثمن وزير الخارجية اليوناني ما تقوم به مصر من جهود لمواجهة التحديات الراهنة، خاصة مع ما تفرضه من أعباء إضافية.
واتفق الوزير شكري ونظيره اليوناني على استمرار العمل سوياً لتعزيز أطر التعاون الثنائي، واستمرار التشاور المكثف على مختلف الأصعدة خلال المرحلة القادمة بهدف تناول القضايا والموضوعات التي تمس مصالح البلدين والشعبين الصديقين.
المصدر بوابة الأهرام