يتجدد اهتمام الشارع العربي والدبلوماسية العربية بالقضية الفلسطينية دائما، فالمساعي العربية والدولية لا تتوقف عن إجراء مباحثات لحل القضية بناءا على مبدأ حل الدولتين، لإنشاء بموجبه الدولة الفلسطينية، على حدود 1967.
اتفاق ملزم لحل القضية الفلسطينية
وقد كشف الدكتور أسامة شعث أستاذ العلاقات الدولية والسياسي الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ «أوان مصر»، عن توقعاته المرتقبة بقيادة مصر، لعقد اجتماعات تشاورية بالعاصمة الألمانية برلين، بمشاركة بلدان عربية وأوروبية، سعيًا من القاهرة لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.
يدكر أن طالب وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره من لوكسمبورج، الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بإتخاذ إجراءات جادة للوصول لاتفاق ملزم، ومعاهدة سلام بين الفلسطينين والإسرائيليين، لحل القضية.
وقال: أن مصر ستعمل على استكشاف الجهود التي يمكن من خلالها التوصل لحل النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ثم أشار شكري أيضًا في كلمته إلى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة لشعبها، يتطلب من الإسرائيليين دفع عملية السلام بين الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية.
مفاوضات برلين
وثمن شعث تصريحات شكري، وأضح أن القاهرة تعمل على جر إسرائيل إلى مفاوضات تهدف لتوقيع اتفاقيات ملزمة، خطوة مهمة وفاعلة.
وأكد السياسي الفلسطيني، أن القاهرة بدأت في حراك سياسي مؤخراً، لتقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، والذي سبقه فكرة صيغة برلين، التي تتأسس على عقد مفاوضات دولية، من خلال رباعية عربية – أوروبية.
وكشف شعث عن أطراف الرباعية الدولية، حيث إنه ستجتمع مصر والأردن بجانب فرنسا وألمانيا، بالعاصمة الألمانية برلين، لعقد مفاوضات سلام، لحل القضية الفلسطينية، استنادا على الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين.
وكان قد أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخميس، ضرورة تفعيل الدور الأوروبي في عملية السلام واستعادة المسار التفاوضي الذي يُفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء ذلك خلال استقبال أبو الغيط الخميس الماضي، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، وزير خارجية لوكسمبورج “جان أسيلبورن”الذي يقوم بزيارة للقاهرة.
مدينة القدس – صورة أرشيفية
وأضاف شعث، أن ما أخر الإعلان عن تلك المفاوضات، يرجع ربما إلى عدة متغيرات على الساحة الدولية والإقيليمة والجبهة الداخلية بإسرائيل.
فقد أوضح أن المتغيرات داخل الحكومة الإسرائيلية، الجديدة، التي يرأسها نفتالي بينيت، والظروف الميدانية هنالك، إضافة إلى الظروف الدولية، أيضا بتولي جو بايدن الرئاسة الأمريكية، خلال الأشهر الماضية، أدت بشكل أو بأخر إلى تجديد الأفكار لإحياء مفاوضات سلام جديدة، تنهى الصراع على أساس حل الدولتين، وعلى حدود ما قبل حرب 1967م.
وقال أستاذ العلاقات الدولية، أن مصر تتحرك دوليا لحل القضية الفلسطينية، وفقاً لمجموعة من الاعتبارات، بشراكة عربية من جامعة الدول العربية، والتي قررت في اجتماعها الأخير بالدوحة، تشكيل لجنة لبحث الأوضاع في القدس والضفة الغربية.
ويرى شعث، أنه لابد من الارتكاز على الاتفاقيات السابقة، خاصة اتفاقيات حكومة يهود أولمرت، حيث أن النقطة التي تم الاتفاق عليها، معه، بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 95 %، من الضفة الغربية.
وتوقع شعث أن مفاوضات برلين ربما ستسكمل بعض النقطا الخلافية الأخرى، المتعلقة بالقدس وقطاع غزة، فضلا عن ضرورة أن تعقد المفاوضات على أساس حل الدولتين.
وثمن شعث جهود الحكومة المصرية، حيث قال أن مصر دائما ما تكون سندا وظهيرا للشعب الفلسطيني، في كل قضاياه، سواء الدور المصري في عملية وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، وملف التسوية للقضية الفلسطينية، فضلا عن الدعم الاقتصادي لإعادة إعمار غزة، وملف المصالحة بين الفصائل.
المصدر اوان مصر