قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن الدولة المصرية مهتمة ومنغمسة في ملف سد النهضة، وتؤدي دورها على الوجه الأكمل، مطالبًا بعدم إحداث لغط حول جهود القيادة.
وأضاف خلال حواره لبرنامج «الحكاية» مع الإعلامي عمرو أديب، مساء الاثنين، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى جيبوتي كانت على قدر كبير من الأهمية الاستراتيجية، معتبرا أن «النزاع حول المصالح، بمعنى أنه إذا ضريت مصالحي سأضر بمصالحك، والأفضل ألا نضر بمصالح بعضنا البعض».
وشدد على خطورة ملف المياه وسد النهضة، مؤكدًا أن الدولة تستطيع الوصول إلى أبعد مدى لصد أي ضرر محتمل على الشعب.
ودعا عمرو موسى إلى «السيطرة على الأمر بدلا من الدخول في حرب مصالح»، مؤكدا أنه «مطمئن إلى الحركة التي تتم إلى الآن في سد النهضة».
وأشار إلى أن «سد النهضة هو مجرد عنوان فرعي ضمن خطة كبيرة جدًا»؛ في إشارة إلى تخطيط إثيوبيا لإنشاء 3 سدود أخرى.
وذكر أنه من المطلوب في المرحلة المقبلة بحث زيادة مصادر المياه وتقليل الهدر، وتعظيم قدر المياه المستقبل من نهر النيل.
ودعا عمرو موسى إلى استكمال مشروع قناة جونقلي في السودان بالتعاون مع مصر من أجل تقليل كميات المياه المهدرة.
قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن المنطقة في وضع غير مطمئن، ولا تتضح ملامح محددة لمستقبلها، محذرا من الوضع النووي في إيران، وسلوكيات تركيا، مشيرًا إلى تراجع الاهتمام بالمنطقة العربية.
وأضاف ان الوضع في ليبيا بات أفضل مما سبق ولكنه لم يتطور بالشكل الكافي، مشددا على ضرورة انتظار ختام المرحلة الانتقالية بالانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وأشاد بانشغال مصر بملفات المنطقة كافة، وتدخلها بشكل فاعل في مختلف القضايا المطروحة على الساحة، متابعًا: «الرئيس الأسبق مبارك كان يحب سياسة (نتفرج) حتى يبعد البلاد عن الآثار السلبية، وكنت أقول له دائما مصر لا تستطيع أن تبقى متفرجة».
كما أشاد بإدراك القيادة المصرية الحالية بأن طبيعة الدور المصري في المنطقة لا يمكن أن يكون متفرجا، داعيا إلى الاهتمام بالشرق الأوسط الأوسع، الذي يضم جزءً كبيرا من أفريقيا وشرق المتوسط وغرب آسيا، وهذا هو المجال الحيوي ونحن نعمل بشكل جيد.
هناك ما يعوق ويقلق الدور المصري، مثل ليبيا وسد النهضة، ولكن رغم ذلك تقود مصر قضايا المنطقة مثل القضية الفلسطينية التي بات من الضروري البحث لحل بشأنها لا مجرد وقف إطلاق نيران، مجددًا: «مصر تعمل من منطلق استراتيجي وهدف، وعلينا التعامل مع فلسطين كجرح استراتيجي لا يمكن تدبير مستقبلنا دون علاجه».