ستة أسباب دفعت الولايات المتحدة إلى التفاوض مع إيران بدلاً من الحرب بقلم توفيق الناصري

موقع مصرنا الإخباري:

🔹تزعم وسائل الإعلام الأمريكية وجود خلافات جوهرية بين روبيو وويتاكر حول كيفية مواجهة إيران. لدرجة أن هذا الخلاف أحدث شرخاً في إدارة ترامب وفصل فريق روبيو-والتز عن محور ويتاكر-فانس. ووفقاً لهذه المزاعم، يعتقد كلا الجانبين أن إيران في نقطة ضعف، وأن الصراع يدور حول التفاوض مع إيران الضعيفة وتقديم تنازلات لها، أم محاربتها؟
🔹بغض النظر عن أن ثنائية الحرب والتفاوض هي المزيج المعتاد لدى أمريكا ضد إيران، وأن استخدام أي منهما لا يعني استبعاد الآخر، ولكن بالنظر إلى مرور جلستي تفاوض، يجب التساؤل إلى أي مدى يقترب تصور إيران الضعيفة من الواقع.
🔸أولاً: أظهر تراجع ترامب عن مطالبه بتفكيك المنشآت النووية الإيرانية، وتقليص مدى الصواريخ، وحل فصائل المقاومة، أنه رغم التلميحات الإعلامية، فإن الأمريكيين لا يملكون اليد العليا على إيران، ولو كانوا كذلك لفرضوا مطالبهم عليها.
🔸ثانياً: الموافقة على المفاوضات غير المباشرة، وقبول عُمان (دولة مجاورة وموثوقة لإيران) كمكان للمفاوضات، والموافقة على مبادئ وأطر المفاوضات ومطالب إيران الأساسية، وكسب رضا المفاوضين الإيرانيين، يعني أن إيران حتى الآن هي صاحبة اليد العليا على طاولة المفاوضات، وأن الجانب الأمريكي لا يملك الوسائل لفرض مطالبه على إيران.
🔸ثالثاً: معظم الأسلحة الأمريكية الإقليمية موجودة في اليمن، لكنها لم تتمكن بعد من منع هجمات أنصار الله على الأراضي المحتلة. ومع ذلك، تكبدت السفن الحربية الأمريكية خسائر فادحة. لم يُشكّل اليمن رادعًا للجمهورية الإسلامية فحسب، بل حطّم أيضًا وهمَ الجيش الأمريكي الذي لا يُقهر لدى الجنرالات الأمريكيين. ولذلك، أصبحوا أكثر حذرًا من ذي قبل في ما يتعلق بالحرب مع إيران.
🔸رابعًا: أثبتت عمليتا “الوعد الحق 1″ و”الوعد الحق 2” إرادة الجمهورية الإسلامية في أي مواجهة مع العدو. هذا الإظهار للإرادة وحده كافٍ لمنع ترامب من اللجوء إلى الخيار العسكري. من ناحية أخرى، رسّخ الهجوم الصاروخي على الأراضي المحتلة ضد عملية إرهابية معادلة “ضربة واحدة تُصيب عشرة”.
🔸خامسًا: عملية “الوعد الحق 3” مدرجة على جدول أعمال القادة الإيرانيين، وعليهم فقط انتظار الوقت المناسب. يعلم الأمريكيون جيدًا أن أي أذى، سواء من جانبهم أو من جانب النظام الصهيوني، قد يكون ذريعةً لوصول ساعة الصفر للوعد الحق 3.
🔸سادسًا: بالطبع، يجب الأخذ في الاعتبار أيضًا أنه بما أن الأمريكيين لا يملكون القدرة على الحصول على المزيد من التنازلات على طاولة المفاوضات وفرض تجاوزاتهم، فإنهم سيتخذون إجراءات خطيرة واستفزازية خارجها، بدءًا من إثارة الفوضى والتحريض على الشغب، وصولًا إلى الأعمال الإرهابية والتخريبية، أو حتى إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. من البديهي أن أي تصعيد من جانب الولايات المتحدة والنظام الصهيوني سيؤدي، قبل كل شيء، إلى زعزعة أسس طاولة المفاوضات وتهيئة الظروف لتطبيق المادة الخامسة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى