تلقيت رسائل عديدة غاضية من بعض المحبين للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، اعتراضًا منهم على مقالى الذي نشر هنا على موقع “اليوم السابع” أيضًا، تحت عنوان “رونالدو الدولى وميسى المحلى”، حيث إنهم يرون أن المقارنة التي رصدتها بين البرغوث والنجم البرتغالى كريستيانو رونالدو ظالمة، مؤكدين أن نجمهم هو الأفضل تاريخيًا بلغة الأرقام والإنجازات.
هنا يجب التأكيد على أنه لا يمكن إنكار أن ليونيل ميسي أحد أهم أبرز أهم النجوم عالميًا عبر التاريخ، وفقًا للمهارة الفائقة والإنجازات وغيرها من هذا القبيل، فهو على مدار 15 عامًا تقريبًا في ملاعب الساحرة المستديرة حقق العديد من الأرقام القياسية التي لم يحققها أي لاعب آخر.
نفس الحال بالنسبة لكريستيانو رونالدو الذي نجح في الوصول إلى أعلي درجات التقييم وضرب الأرقام القياسية وتحقيق إنجازات كبيرة طوال مسيرته.
لكن يجب الإشارة هنا إلى أن حديثى عن ميسي ورونالدو في مقالى السابق، كان ليس رصدًا تاريخيًا عن أرقام وإنجازات النجمين، فالآمر كان مقتصرًا على ما حققاه مع منتخبى بلدهما من بطولات وأرقام خاصة، على شرف بطولتي يورو 2020 وكوبا أمريكا المقامتين حاليًا، حيث إن الكفة في هذا الملف إلى النجم البرتغالي.
بطبيعة الحال، إذا قررنا إقامة مقارنة رقمية بين ميسي ورونالدو، سنحتاج إلى مجلدات، نظرًا لما قدمه النجمين طوال مسيرتهما، حيث إنهما أفضل لاعبين في جيلهما دون منازع، مع فوزهما سويا بـ11 كرة ذهبية بين عامي 2008 و2020، ويتفوق البرغوث بـ6 مرات مقابل 5 للدون، بالإضافة إلى كونهما صاحبي المركزين الأولين في لائحة هدافي مسابقة دوري الأبطال عبر التاريخ، وغيرهما من الأرقام القياسية التي لم يمكن حصرها في سطور قليلة، كما أشرت سابقًا.
كما أنه في ملف المقارنات الرقمية، فقد أجرت صحيفة صن البريطانية بين “البرغوث” صاحب الـ 33 عاما و”الدون” 36 سنة، جاءت في مصلحة ميسي، والمقارنة كانت تعكس الفاعلية بينهما قياساً بالأهداف المسجلة في الدوريات الأوروبية خلال السنوات الـ13 الماضية، وأكدت أن ليونيل أفضل من كريستيانو بفارق كبير من الأهداف.
أعتقد أنه إذا طرحنا تساؤلات للجماهير في ملفات المقارنات بين اللاعبين عالميًا سواء الحاليين أو السابقين، سنجد هناك خلافات شديدة على حسب الأهواء، فمثلًا لو طرحت سؤالا حالا على السوشيال ميديا فحواه : ليونيل ميسي أم كريستيانو رونالدو.. من يستحق لقب الأفضل؟
لك أن تتخيل الردود على هذا السؤال بين صفوف الجماهير، ستجد هناك عمليات صد ورد وخلافات حول الاختيار بين الثنائي، وهو ما يوضحه أيضًا رأي نجوم عالميين سابقين في هذا الملف أيضًا، حيث يقول الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان دائمًا عند طرح هذا السؤال عليه: رونالدو هو الأفضل وميسي هو منافسه الأول، الجميع يحب مشاهدة المنافسة بينهما ولكن كريستيانو ظاهرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا توجد كلمات لوصفه”، بينما يرى يورجن كلوب مدرب ليفربول أن ميسي أفضل من رونالدو.
في حين قال السير أليكس فيرجسون في حوار سابق مع صحيفة ميرور البريطانية تعليقا على السؤال ذاته: “الكثير من الناس يقولون ميسي بلا شك، وفي الحقيقة لا يمكنك أن تعارض هذا الرأي، فهما لاعبان خارقان للعادة ولكن أعتقد أن رونالدو أفضل فهو لاعب أكثرَ تكاملا.
ويرى النجم الإنجليزي فرانك لامبارد أسطورة أنه لا أحد يتفوق على ميسي، ونفس الحال للإيطالي فابيو كابيلو الذي علق على هذه الجزئية قائلا: “الفارق مذهل، بالنظر إلى أن العبقري أي ميسي يمكنه فعل ما لا يتخيله أحد، رونالدو لاعب غير عادي، أما ميسي فهو عبقري”.
أما الأسطورة البرازيلية بيليه قال في تصريحات سابقة نشرتها صحيفة “ديلي ميل”: “أرى حاليًا أن رونالدو أفضل من ميسي”.
الآراء السابقة لم تحسم هوية الأفضل بين ميسي ورنالدو، حيث اتضح أن هناك اختلافات في وجهات النظر، وهو ما يؤكد أن أية مقارنات أو آراء قابلة للميل إلى كفة لطرف على حساب الآخر، من الوراد أن تكون الآراء حسب الأهواء والميول الشخصية.
ختامًا، أؤكد أن في التاريخ هناك لاعبين أفذاذ ظهروا عالميًا، قد يتفوقا مهارياً من وجهة نظري على ميسي ورونالدو، مثل النجمان البرازيليان رونالدينيو ورونالدو، لكن البرغوث والدون سيكون لهما الأفضلية وفقًا للإحصائيات، بفضل الاستمرارية الطويلة في الملاعب.
بقلم
حازم صلاح الدين