تناول مركز الإنذار المبكر للدراسات الاستراتيجية في دراسة له، العلاقات بين مصر وفرنسا طفرة غير مسبوقة على مستويات متعددة ذاتأبعاد استراتيجية، والتي تتفوق حتى على معايير ومجريات علاقات ثنائية متميزة بين أي من دول القارة الأوربية ودول المنطقة؛ حيث تجاوزهذه الطفرة في العلاقات بين البلدين، خلال السنوات الأخيرة، مسألة تطويرها وتدويرها طبقاً لتطورات إقليمية ودولية تقاطعت فيها مصالحباريس والقاهرة مثل غاز شرق المتوسط، لمستوى جديد يتمثل في شراكة استراتيجية لا تقتصر فقط على جوانب اقتصادية وسياسيةودبلوماسية معتادة، بل تحركات محورية على صعيد المنطقة والقارة الافريقية.
وذكرت الدراسة انه وتلخص 6 زيارات للسيسي منذ توليه الحكم لباريس كيف أن الأخيرة تمثل الشريك الأوروبي الأبرز بالنسبة للقاهرة، كذلكالأمر بالنسبة للسياسة الخارجية الفرنسية التي تجعل من القاهرة الشريك الأهم على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا؛ لاسيما مع تطورلافت في معادلة العلاقات بين البلدين، والذي يمكن تبسيطه بشكل مُخل بأن مصر تمثل بوابة استعادة فرنسا لدورها وتعزيز نفوذها فيالمنطقة وأفريقيا في سنوات انكماش أميركي، فيما عوض الدور الفرنسي هذا غياب/رفض واشنطن الاضطلاع بدور يتوافق مع أولوياتومصالح القاهرة وخاصة المرتبطة بأمنها القومي.
وتابعت انه على سبيل المثال لا الحصر، جاءت بداية التلاقي المصري–الفرنسي فيما يخص ليبيا وخاصة في العامين الماضيين، كتطورلبديهية كلاسيكية في العلاقات بين البلدين طيلة عقود مفادها موازنة العلاقات مع واشنطن فيما يخص المنطقة، ولكن مع متغير جديد تمثلفي كيفية تطوير هذا التوازن وإدارته وتعظيمه من مجرد حالة طارئة مرتبطة بالأساس بمتغيرات سياسة واشنطن في الشرق الأوسط،لعلاقات تقاطعيه ذات ادارة متكافئة فيما يخص ملفات مثل الطاقة والأمن والشؤون العسكرية وغيرها من الملفات ذات الأبعاد الجيوستراتيجية، ومردودات ذلك على مستوى سياسي ذي أبعاد تتجاوز علاقات ثنائية جيدة بين بلدين بحجم مصر وفرنسا.
المصدر اوان مصر