كشفت مجموعة من خبراء المياه حقيقة المخاوف التي انتشرت مؤخرا بشأن احتمالية انهيار سد النهضة الإثيوبي نتيجة شدة فيضان نهر النيل.
وقال أستاذ الموارد المائية بجامعة أخن الألمانية هاني سويلم، إن الخرسانة في سد النهضة لم يتم صبها بالطريقة المتعارف عليها، مشيرا إلى أنه تم وضعها بشكل عشوائي بسبب ضيق الوقت.
وأضاف أنه من الممكن في المستقبل أن تظهر بعض العيوب التي يمكن معالجتها، ولكن لا يوجد دليل واضح على انهيار السد أو أجزاء منه، رغم انخفاض معدل الأمان مقارنة بالسدود الأخرى.
وأوضح، أنه لا يمكن جرف الفيضان لأجزاء من السد، مؤكدًا أن الأهم التركيز على فكرة السد وآثاره على دولتي المصب دون توقيع اتفاق قانوني ملزم.
وأشار سويلم، إلى أن الأزمة حاليًا تتمثل في التصرفات الأحادية التي تقوم بها أديس أبابا، مضيفًا أن نهر النيل هو شريان الحياة بالنسبة للدولة المصرية.
من جانبه، قال أستاذ التخطيط وإدارة الموارد المائية في جامعة الخليج بالبحرين علاء عبدالله الصادق، إن فيضان هذا العام فوق المتوسط وإثيوبيا لم تستطع الوصول بتنفيذ ارتفاع الممر الأوسط إلى منسوب 595 مترا، لحجز كمية المياه التي كانت تخطط لها في الملء الثاني لمشاكل في صب الخرسانة وتنفيذ الممر الأوسط؛ لأنه لا يمكن عمل أي إنشاءات أو صب خرسانة أثناء الفيضان، وكان ذلك واضحًا من الصور التي التقطت للسد، وتحديدًا للممر الأوسط، والتي أظهرت انجراف جزئي لبعض طبقات خرسانة الممر الأوسط ويرجع ذلك لعدم مرور الوقت الكافي بعد صب الخرسانة اللازم لوصول هذه الخرسانة للإجهاد المطلوب لتستطيع حجز المياه.
وأوضح الصادق، أنه في هذه الأثناء اتخذت مصر كل الاستعدادات اللازمة للتعامل مع وصول الفيضان للحدود المصرية، حيث أفادت التقارير السودانية ارتفاع منسوب نهر عطبرة، ما أدى إلى وصول كميات غير متوقعة من المياه إلى بحيرة سد مروي في شمال السودان.
وكانت قد كشفت وزارة الموارد المائية والري المصرية، عن زيادة معدلات سقوط الأمطار بمنابع النيل، لافتة إلى أنه “من المتوقع زيادة منسوب بحيرة السد العالي أول أغسطس، بداية السنة المائية”.
وحجزت إثيوبيا خلال عملية الملء الثاني كمية مياه تتراوح بين 3 و4 مليارات متر مكعب، بينما حجزت العام الماضي 4.5 مليار؛ ليكون إجمالي ما تم حجزه 7 مليارات ونصف المليار متر مكعب.
المصدر: مصراوي