حمّلت فصائل المقاومة الفلسطينية إسرائيل مسؤولية تداعيات المماطلة في رفع الحصار عن قطاع غزة والتلكؤ في إعادة الإعمار، في حين دعا وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس الفصائل لتحقيق هدوء طويل الأمد في القطاع.
وكان مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال للجزيرة إن القيادتين السياسية والعسكرية للحركة تدرسان خيارات التصعيد مع إسرائيل، في ظل استمرار الحصار على قطاع غزة والتباطؤ في إعادة الإعمار وتفاقم الأزمات الإنسانية، وانتقد القيادي سياسات مصر تجاه القطاع.
وذكر المصدر القيادي أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومصادرة الأراضي وتشديد الإجراءات ضد الأسرى، هو صاعق سيفجر الأوضاع من جديد، بحسب تعبيره.
ووفق القيادي في حماس، فإن الخيارات المطروحة هي التصعيد الشعبي وكسر الحصار البحري بقوة المقاومة والخيار العسكري المطروح بقوة.
الدور المصري
وعبّر المصدر عن استياء الحركة الشديد من سلوك مصر التي تتلكأ في تنفيذ وعودها تجاه غزة ولم تلتزم حتى اللحظة بما تعهدت به للحركة والفصائل الفلسطينية في ما يتعلق بإعادة الإعمار، بحسب قوله، كما أوضح أن مصر “تواصل التنغيص على المسافرين الفلسطينيين إلى قطاع غزة”، متهما إياها بمنع الآلاف من السفر من القطاع دون مبرر.
وقال المصدر القيادي في حماس للجزيرة إن سلوك مصر يعتبر تخليا عن تعهدها بإلزام إسرائيل مقابل التزام المقاومة بالتهدئة.
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس إن إسرائيل تستخدم وسائط بسيطة لوقف الإرهاب وتعاظم قوة حماس وتحقيق هدوء لأمد طويل وإعادة الأبناء.
وجاءت تصريحات غانتس خلال الاحتفال بانتهاء الجيش الإسرائيلي من تشييد الجدار العائق على الحدود مع قطاع غزة بعد 3 سنوات من البدء فيه.
ودعا غانتس حركة حماس إلى الاهتمام بهذه الأمور بدل الاشتغال بتهديدات فارغة، حسب قوله.
وقال الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف إن الجانب المصري لا يمارس دور الوسيط في الملف الفلسطيني، بل دور الضاغط على الفلسطينيين وفصائل المقاومة. وأشار الصواف إلى أنه لم يتم تنفيذ أي من الوعود التي قطعها الجانب المصري بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
في المقابل، قال الباحث الإسرائيلي شلومو غانور إن إسرائيل استفادت من الدرس، وإن الاكتفاء بسلاح الجو لا يحسم المعركة في غزة.
كما قال مجدي شندي رئيس تحرير صحيفة “المشهد” الأسبوعية المصرية إن مصر لم تتوقف عن أداء دورها تجاه الفلسطينيين، سواء في الضفة أو في قطاع غزة.
وأضاف شندي -في مقابلة سابقة مع الجزيرة- أن مسألة إعادة الإعمار في غزة مرتبطة بضرورة تثبيت الأمن، والتوصل إلى تسوية لجملة من الأزمات الداخلية.
وكان الاحتلال الإسرائيلي شنّ لمدة 11 يوما عدوانا على قطاع غزة، انتهى بوقف لإطلاق النار يوم 21 مايو/أيار الماضي. وتسبب الهجوم في تدمير 1335 منشأة سكنية بشكل كامل أو بليغ، في حين لحق الضرر المتوسط والجزئي بحوالي 12 ألفا و886 منزلا، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
المصدر :الجزيره