كتسحت القوائم المحسوبة على المعارضة الفلسطينية، انتخابات أفرع نقابة الأطباء، التي أقيمت أمس الجمعة، مقابل فوز قائمة محسوبة على حركة فتح بفرع واحد، في خسارة جديدة تلحق بالحركة خلال أحدث انتخابات تجري في الضفة الغربية.
وتنافست كتلتان رئيسيتان في ثماني محافظات بالضفة الغربية، الأولى مقربة من حركة فتح، والثانية مستقلة مدعومة من نقيب الأطباء، شوقي صبحة، وحققت القائمة المستقلة فوزا في سبع محافظات من أصل ثمانية، كما سبق أن فازت في محافظات أخرى بالتزكية.
وقال صبحة لـ”العربي الجديد”، إن تلك الكتل “قائمة على تفاهم بين شخصيات مستقلة، وإن كانت مقربة أو منتمية سياسيا، وليس تفاهما بين الفصائل، فأنا لا أؤمن بالعمل الفصائلي في النقابات”.
وأوضح أن “القائمة المستقلة اكتسحت كامل المقاعد في انتخابات فرع نابلس، وفازت في الخليل بـ6 مقاعد مقابل 3 للكتلة المنافسة، وفازت في القدس بـ8 مقاعد مقابل مقعد للكتلة المنافسة، كما حصدت كامل المقاعد في محافظتي قلقيلية وبيت لحم، حيث كانت المنافسة فيهما فردية”.
ولفت صبحة إلى أن رام الله هي المحافظة الوحيدة التي خسرتها الكتلة المستقلة، موضحا أن القائمة الفائزة أعلنت عن نفسها مستقلة قبل الانتخابات، لكن “حركة فتح” تبنتها بعد النتائج، و”الكتل المنافسة في جميع المحافظات كانت تقول إنها مستقلة، لكنها في الحقيقة كانت تابعة لحركة فتح”.
وحول المرحلة المقبلة، أشار صبحة إلى أن المطلوب حاليا هو “دور نقابي أكبر لحماية الأعضاء، والمجتمع برمته، خاصة في ظل غياب المجلس التشريعي”، مشدداً على ضرورة أن تلعب النقابات دورا في الرقابة والمساءلة، والضغط على الحكومة للقيام بالدور المطلوب منها، وأن الأولويات حاليا تشمل النهوض بالقطاع الصحي من خلال الضغط لسد النقص الحاصل في القطاع الحكومي، وخصوصا زيادة أعداد الأطباء وتطوير مهاراتهم.
بدوره، أكد الطبيب خالد حشاش، والذي حاز أعلى الأصوات في نابلس، لـ”العربي الجديد”، أن القائمة المستقلة فازت بكل المقاعد في فرع نابلس، وأنه جرى تشكيلها بالتشاور مع النقيب شوقي صبحة، “هذه النتائج تعكس حالة رضى من الهيئة العامة للأطباء، بالرغم من الأزمات التي عاشتها النقابة مع الحكومة، إذ تم تحقيق كثير من المطالب النقابية”.
وشدد حشاش على أن الفائزين في نابلس، وفي بقية الفروع، تعاهدوا على خدمة جمهور الأطباء بغض النظر عن أي حسابات، “والمنوط بنا اليوم يحتاج إلى تكاتف الجهود، ونتمنى أن لا توضع عقبات في طريقنا”.
وأُعلن فوز شوقي صبحة بمنصب نقيب الأطباء الفلسطينيين للدورة الثانية على التوالي، بعد انسحاب منافسه الوحيد مرشح حركة فتح، خالد قادري، واعتمد فوزه رسميا في 20 مايو/أيار، وهو موعد إجراء الانتخابات الرسمية.
ورغم فوزه بالتزكية، شكّل صبحة قوائم انتخابية تقوم على تحالفات وطنية ومهنية لخوض انتخابات نقابة الأطباء في محافظات الخليل ورام الله ونابلس وجنين وطولكرم. وعُقدت انتخابات الفروع قبل أسبوعين، وأسفرت في محافظة طولكرم، عن فوز القائمة المستقلة التي يترأسها النقيب بالتزكية، فيما لم يكتمل النصاب في باقي المحافظات، والتي جرت فيها الانتخابات أمس الجمعة.
وكان صبحة قد انتخب لرئاسة نقابة الأطباء في عام 2018 بعدما ترشح على رأس تحالف وطني مهني في مواجهة قائمة حركة فتح التي تلقت خسارة قاسية، وخسرت النقابة للمرة الأولى في تاريخها.
المصدر: العربي الجديد