جوتيريش: غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الجمعة، إلى الالتزام بوقف إطلاق النار في غزة عقب انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.
وقال “جوتيريش”، في بيانٍ، إن “اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين يجب أن يصمدا”، وإن الأيام المقبلة “حاسمة”.
وحثَّ جميع الأطراف على عدم ادخار أي جهد لتجنب انهيار الصفقة والوفاء بالتزاماتهم وتنفيذها بالكامل، مطالبًا بعدم استئناف الأعمال العدائية في القطاع لمنع زيادة معاناة الناس وزعزعة استقرار المنطقة.
وعبَّر عن رفضه للوجود العسكري الإسرائيلي الطويل الأمد في القطاع، مع النظر فى معالجة مخاوف إسرائيل، مضيفًا أن هناك حاجة إلى إعادة الإعمار المستدامة في غزة، والتوصل إلى حل سياسي موحد وواضح ومبدئي.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، على ضرورة أن يتمتع الشعب الفلسطيني بالحق في حُكم نفسه ورسم مستقبله والعيش على أرضه بحرية وأمن، وأن تظل غزة جزءًا لا يتجزأ من دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية وذات سيادة.
كما طالب بضرورة التعامل مع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، ككيان واحد تحكمه حكومة فلسطينية، وتوقُّف الإجراءات الأحادية الجانب في الضفة، بما في ذلك توسيع المستوطنات والتهديدات بالضم.
القمة العربية “بالقاهرة”
وفى الإطار، أعلن “جوتيريش” مشاركته في القمة الطارئة لجامعة الدول العربية في القاهرة، المقرر لها الثلاثاء المقبل، حول تطورات القضية الفلسطينية وبحث إعادة إعمار قطاع غزة.
وقالت الخارجية المصرية، في بيانٍ، إن مصر تستضيف القمة العربية الطارئة يوم 4 مارس 2025 بالقاهرة، وذلك بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالى للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وجاء قرار عقد القمة بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة، وذلك لتناول التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية، وفق البيان.
برامج التنمية والمساعدات
وفى سياق آخر، أعرب “جوتيريش”، عن قلقه البالغ إزاء قرار الولايات المتحدة بخفض ميزانيات برامج التنمية والمساعدات الخارجية بمقدار 54 مليار دولار، أي بنسبة 92%، محذرًا من أن هذا التخفيض سيجعل العالم “أقل صحة وأمانًا وازدهارًا”.
وأشار “جوتيريش” إلى أن هذا القرار سيكون مدمرًا بشكل خاص للفئات الضعيفة في جميع أنحاء العالم، حيث تعتمد حياة هذه المجتمعات على الدعم الإنساني.
ودعا الإدارة الأمريكية إلى إعادة النظر في القرار، وتقديم استثناءات إضافية لضمان استمرار الأنشطة التنموية والإنسانية الحيوية.
وفي بيان صدر عن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أكد أن جوتيريش يتطلع إلى التواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة بشأن توفير الدعم التنموي الذي تشتد الحاجة إليه لأولئك الذين يواجهون أصعب التحديات في العالم النامي.
وأضاف “دوجاريك” أن الولايات المتحدة تعد واحدة من أكبر مقدمي المساعدات، ومن الضروري العمل بشكل بناء لتشكيل مسار استراتيجي مشترك للمضي قدمًا.
يُذكر أن قرار خفض المساعدات الخارجية الأمريكية أثار ردود فعل واسعة من قبل المنظمات الإنسانية والدول المستفيدة، إذ يخشى الكثيرون من تأثيره السلبي على البرامج الصحية والتعليمية ومشروعات البنية التحتية في الدول النامية.