موقع مصرنا الإخباري:
جددت إثيوبيا، الإثنين، تعهدها بتلبية مخاوف السودان بشأن سلامة السدود على أراضيه، والالتزام بعدم تأثرها بملء “سد النهضة”، وتبادل البيانات والقضايا الفنية الأخرى.
ويأتي التعهد الإثيوبي بعد تصعيد حاد من السودان، واحتجاجه لدى الاتحاد الأفريقي، بعد إعلان أديس أبابا اعتزامها تنفيذ المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد، بعد أشهر قليلة.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية الإثيوبية، فقد اقترح رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي على الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) عقد اجتماع ثنائي لمدة ثلاثة أيام مع خبراء الاتحاد الأفريقي المعينين، يليه اجتماع ثلاثي وإبلاغ عن النتائج إلى مكتب رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، لكن السودان رفض، بينما وافقت مصر وإثيوبيا.
وقالت الخارجية إن وفد الخرطوم وضع شرطا أساسيا يتمثل في تعزيز اختصاصات الخبراء.
وفي هذا الصدد، بادرت إثيوبيا بإنشاء آلية فعالة لتبادل البيانات، وسيقدم رئيس المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي تقريرا إلى رئيس الاتحاد الأفريقي، وفقا لبيان الوزارة.
وقال وزير الري والموارد المائية السوداني “ياسر عباس”، في تصريح لوكالة السودان للأنباء: “السودان تقدم باحتجاج شديد اللهجة إلى أديس أبابا والاتحاد الأفريقي، حول الخطاب الذي بعث به وزير الري الإثيوبي للاتحاد والسودان ومصر في 8 يناير الجاري”.
وأعلن الوزير الإثيوبي في الخطاب عن الاستمرار في الملء للعام الثاني في يوليو/تموز المقبل بمقدار 13.5 مليار متر مكعب، بغض النظر عن التوصل لاتفاق أو عدمه، كما أن بلاده ليست ملزمة بالإخطار المسبق لدول المصب بإجراءات الملء والتشغيل وتبادل البيانات حولها.
وقال وزير الري السوداني: “إن هذا الأمر يشكل تهديدا جديا للمنشآت المائية السودانية ونصف سكان السودان”.
وأضاف: “فشل الاجتماع السداسي بين وزراء الخارجية والري في السودان ومصر وإثيوبيا في التوصل لصيغة مقبولة لمواصلة التفاوض حول سد النهضة الإثيوبي”.
وأشار “عباس” إلى أن وفد السودان المفاوض طلب خلال الاجتماع تغيير منهجية التفاوض، وطريقته وتوسيع دور الخبراء للحد الذي يمكنهم من لعب دور أساسي في تسهيل التفاوض وتقريب شقة الخلاف.
وأعلن، الأحد، فشل الاجتماع السداسي حول “سد النهضة”، والذي شاركت فيه مصر والسودان وإثيوبيا فيه على مستوى وزراء الخارجية، فيما عبرت جنوب أفريقيا، التي ترأست الاجتماع، عن أسفها لأنه “وصل إلى طريق مسدود”.
وتخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة حول السد، على مدار 9 سنوات، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت ومحاولة فرض حلول غير واقعية.
وتصر أديس أبابا على ملء السد بالمياه حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم، فيما تصر مصر والسودان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لعدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل سلبا.