حصلت المرأة في السنوات الأخيرة على حقوقها كاملًا، بعدما تم كسر السقف الزجاجي للمرأة لأول مرة وتعينها في مجالات عدة، حيث ضربت رقمًا كبيرًا في التشكيل الوزاري وبالبرلمان، وتم تعيين أول سيدة محافظ في محافظة البحيرة سنة 2017، وفي دمياط سنة 2018، وتعيين نائبة لرئيس البنك المركزي المصري؛ وتعيين أول قاضية منصة محكمة الجنايات في مصر، وتعيين رئيسة للمحكمة الاقتصادية في مصر سنة 2018؛ وتعيين مساعدة لوزير العدل في شؤون المرأة والطفل سنة 2015، فضلًا عن إصدار المجلس الأعلى للهيئات القضائية قرارا تاريخيا بتعيين المرأة في النيابة العامة ومجلس الدولة اعتبارا من أكتوبر 2021، فيما أعلنت هيئة قضايا الدولة تعيين امرأتين في المناصب القيادية الاولى الأمين العام مساعد لشئون المرأة والعلاجات الإنسانية كأول مستشارة تتولى هذا المنصب في تاريخ قضايا الدولة والأمين العام المساعد لشئون الموظفين، وتعيين 6 سيدات من المستشارات نائبات لرئيس هيئة قضايا الدولة في 2017، وبلغ عدد عضوات هيئة النيابة الإدارية 1986 قاضية من إجمالي 4635، كما تم تعيين 26 قاضية في هيئة النيابة الإدارية عام 2020.
وفي جميع المجالات ضربت المرأة موعدًا مع النجاح والإصرار والتحدي وإثبات الذات، وكانت جديرة بالثقة، والتأكيد على أن المرأة قادرة على تحمل الصعاب وتحقيق الأحلام والطموحات.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما جاء نموذج المرأة الناجحة بالدولة المصرية في قلب الصعيد عبر المحليات، من خلال “فريدة سلام” رئيس مدينة طهطا بمحافظة سوهاج، أحد النماذج النسائية الناجحة التي اعتمدت عليها الدولة.
ورغم صغر سنها، ووجودها في بيئة خاصة تحكمها ظروف وتقاليد معينة، إلا أنها كانت على قدر التحدي، ونجحت خلال أيام من عملها في إحداث الفارق، وتحويل مدينة طهطا وقراها إلى مدينة يسودها النظام، بعدما قضت على الإهمال واقتحمت ملفات عدة، فرتبت سير مركبات التوك توك في الشوارع، وألزمت الجميع بوضع أرقام لها، وحلت مشاكل أصحاب المصانع بمنطقة طهطا، وقضت على الإشغالات فظهرت الشوارع جميلة نظيفة، واهتمت بإنارة القرى والنجوع وتوصيل المياه لها، لتمتد الخدمات الحكومية لأقاصي النجوع والقرى.
لا تتعجب وأنا تسير ليلًا في أطراف القرى التابعة لمركز طهطا، وترى رئيسة المدينة تتحرك، وتقود جولات مكوكية لا تهدأ ولا تتوقف، لا تجلس على مكتبها بقدر ما تتحرك بين المواطنين، تسمع مشاكلهم، وتقدم الحلول وبدائلها، حتى بات هناك ثقة بين الطرفين.
هذا النموذج الناجح للمرأة المصرية، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، أن الدولة كسبت وربحت الرهان، عندما راهنت على قدرة المرأة المصرية فكان النجاح حاضرًا باستمرار.