تعتمد عليها أيما اعتماد، تكمل ما ينقصك وتستر ما يعيبك، وتقضى لك حوائجك وتهون عليك تعبك، تهرول إليها شاكيا فتجد بين نحريها وسحريها راحة لا مثيل لها.
المرأة أم وأخت وقريبة وجارة وزميلة وحبيبة وزوجة وحتى مطلقة، أنعم الله بها على الرجل زوج وأخ وابن وحبيبة وهكذا، لا لإهانتها بل لاكتمال حكمة أرادها الله وهى تعمير الكون وأن نكون خليفة له سبحانه وتعالى فى أرضه، فلم يخلق الله الأنثى لإهانة بل خلقها لحياة واحترام وود ورحمة، فهلا نفذنا إرادة وحكمة الله فى تعاملنا مع سر الوجود وسبب الحياة.
كرم الله المرأة فى القرآن، فنجد سورة باسمها فى الكتاب الكريم هى سورة النساء، وتم تكريم المرأة”أما” فقال سبحانه وتعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، وكرمها زوجة فقال وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
وفى الإنجيل نجد تكريم المرأة بل وتشبيهها بأنها تشترك فى جسد واحد مع الرجل ، فنجد “يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا” (سفر التكوين 2: 24؛ إنجيل متى 19: 5؛ إنجيل مرقس 10: 7؛ رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 31)، وفى موضع آخر يجعلها كالنفس كالذات فنجد “فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا” (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 33).
الامام الشافعى يقول : “البنون نعم والبنات حسنات، والله عز وجل يحاسب على النعم ويجازى على الحسنات”.
القيادة السياسية كرمت المرأة، وتسعى الدولة لتقديم نموذج جديد لتمكين المرأة والحفاظ على حقوقها حيث تم منحها الفرصة كاملة ، والآن يتم تمثيل المرأة بشكل مناسب، سواء أكانت وزيرة أو محافظة أو نائبة محافظ او نائبة برلمانية أو قاضية، كما تم تمثيلها التمثيل اللائق فى كل قطاعات ومؤسسات الدولة.
مجلس النواب انتصر للمرأة فى الكثير من القوانين، فأخيرا خرج للنور قانون التحرش، فلم يمل البرلمان فى تقديم ما بوسعه لحماية المرأة، فجاء تغليظ العقوبة على المتحرشين رادعا، وهى الظاهرة التى عانى منها المجتمع المصرى لسنوات، حيث يقضى المشروع الجديد بالمعاقبة بالحبس والغرامة التى تصل لمئات الآلاف لكل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو ايحاءات او تلميحات جنسية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل أو بأى وسيلة اتصال أو أى وسيلة تقنية.
أيها الناس ، المرأة أم وأخت وقريبة وجارة وزميلة و”pest friend” , وحبيبة وزوجة وحتى مطلقة، احترموها وقدروها فلم يخلقها الله لإهانة بل خلقها لحياة واحترام وود ورحمة.
مصر ودولتها الحديثة فى أمس الحاجة للمرأة القوية، يقول الشاعر الراحل الكبير نزار قباني: “لا تخف من الارتباط بامرأة قوية، ربما سيأتي يوم وتكون هي جيشك الوحيد”.
بقلم مصطفى فرغلي