القمة الطارئة بالقاهرة.. مصر تقود خطة إعمار غزة وموقف عربي موحد لرفض التهجير
تستضيف مصر، القمة العربية غير العادية حول تطورات القضية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، وتتناول القمة مناقشة التطورات المستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية.
وتبحث القمة الوصول لقرار وموقف عربي موحد يرفض التهجير ويؤكد على الإجماع العربي لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية ودولية لوقف محاولات إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، كما تبحث القمة كذلك خطط إعادة إعمار غزة دون إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، كما ستدعم استكمال اتفاق وقف إطلاق النار ومنع أي خروقات.
وبدأ القادة العرب، أمس الاثنين، في التوافد على العاصمة المصرية القاهرة؛ للمشاركة في القمة، بعد موجة رفض عربي ودولي لمقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة، وتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية داخل السعودية، وهو ما قوبل باستهجان واسع.
ومنذ 25 يناير الماضي، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضته البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وبلورت مصر خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية، وتعتزم عرضها على قمة الثلاثاء.
تثبيت وقف إطلاق النار
واستقبل د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة المصري، د.محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، على هامش القمة غير العادية؛ لبحث آخر التطورات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، والمستجدات في الضفة الغربية وغزة.
واستعرض الوزير عبد العاطى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كافة بنوده خلال مراحله الثلاث، كما تناول اللقاء خطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها اليوم بالقاهرة، مؤكدًا دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة باعتباره جزءًا من الأراضي الفلسطينية إلى جانب الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
الإسراع في تنفيذ الهدن الثلاث
بدوره، قال أشرف العشري مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية، في تصريح خاص لـ”القاهرة الإخبارية”، إن القمة الطارئة في القاهرة بالغة الأهمية لأنها تختص بتطورات الأوضاع في القضية الفلسطينية، فيما يتعلق بالبحث عن مخرجات للمشهد في قطاع غزة، من حيث الإسراع في تنفيذ الهدن الثلاث، فيما يتعلق بإعادة كل الأسرى السجناء، وتسوية سياسية للسجناء من الجانبين، وانسحاب إسرائيلي، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، وتشكيل إدارة فلسطينية تتولى إدارة قطاع غزة.
وأشار “العشري”، إلى أنه من المقرر عقب القمة الطارئة في القاهرة، الدعوة لعقد قمة دولية، لإعادة الإعمار في غزة وإنشاء صندوق خاص بغزة، بمساهمة 24 شركة دولية وعربية وإقليمية في إعادة الإعمار، والإشراف على تكاليف الإعمار.
إدارة فلسطينية لقطاع غزة
وأضاف أنه يجب تولي إدارة فلسطينية قطاع غزة لمدة عام على الأقل حتى يتم التجهيز لإعادة الإعمار، باعتباره المقترح الثاني في القمة العربية في القاهرة، والتي من خلاله تقدم مصر مشروعًا متكاملًا لإعادة إعمار غزة.
ولفت إلى أن المشروع المصري يحظى بموافقة كبرى، لأنه مشروع حكومي مصري كبير، أعدت له مصر كل خطط الإعمار في فترة من ثلاث إلى خمس سنوات، إلى جانب توفير الدعم من قبل المجتمع الدولي.
إعمار غزة على رأس الأولويات
من جانبه قال د. أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية، إن القمة الطارئة في القاهرة تأتي في وقت غاية الصعوبة، والتي سعت لها مصر، وتأخذ على عاتقها ملف تهجير الفلسطينيين من غزة، تحت شعارها الرئيسي التعمير لا التهجير.
ولفت إلى أن القمة التي تأتي في ظروف غاية في التعقيد، تضع على رأس أولوياتها إعمار غزة، وتثبيت سكان غزة في أماكنهم، وعدم طرح فكرة التهجير، ووضع رؤية استراتيجية لإنشاء دولة فلسطينية.
وتوقع دكتور أيمن الرقب أن يكون للقمة تأثير كبير على الأوضاع في فلسطين، في ظل هذه الظرف الصعبة.
ثالث قمة طارئة بشأن غزة
تعد هذه ثاني قمة تعقد بشأن القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة خلال أسبوعين، بعد القمة العربية التشاورية التي عقدت في الرياض 21 فبراير الماضي، بمشاركة قادة دول الخليج ومصر والأردن، كما تعد هذه ثالث قمة طارئة بشأن غزة تعقد خلال 16 شهرًا بعد القمتين العربيتين الإسلاميتين بالرياض في نوفمبر 2023 و2024، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات المصرية.
كما تعد هذه ثالث قمة عربية تعقد خلال 10 أشهر بعد القمة العربية العادية الـ33 التي عقدت في البحرين في مايو الماضي، والقمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في الرياض في نوفمبر الماضي.