جاء القبض على سلامة مع آخرين، في خضم انفراج سياسي بإخلاء سبيل عدد من الصحافيين المصريين، وهم: سلافة مجدی وزوجها حسام الصیاد،و إسراء عبدالفتاح، وأحمد خلیفة، وجمال الجمل، ومصطفی الأعصر، فضلاً عن المحامین والناشطین السیاسیین مثل المحامیة الحقوقیة ماهینور المصري، ونائب رئيس “حزب التحالف الشعبي الاشتراكي” عبد الناصر إسماعيل، وذلك نتيجة ضغوط سياسية دولية عدة. وكأنّ النظام يأبى أن يخلي مكاناً لصحافي في السجون، فيفرج عن دفعة، ويعتقل محلها صحافيين آخرين. وكأنّ إدارة السيسي ترغب أيضاً في توصيل رسالة مباشرة، في أنّ عدائها المباشر للصحافيين لن يخف، مهما تحسنت الأجواء السياسية مع الخصوم الدوليين، أو أجبر على انفراجات سياسية بضغوط دولية. ولذلك، مهما تغيرت المعادلات السياسية الدولية، تظل السجون المصرية تعج بعشرات الصحافيين، ممن سجنوا بسبب آرائهم، وبعضهم انقضت مدد حبسهم احتياطياً
الجدیر بالذکر أنّ مصر قد احتلت مراتباٌ متدنیة جداً في التصنیف العالمي لحرية الصحافة الذي تعده منظمة “مراسلون بلا حدود”، إذ احتلت في تقریر المنظمة الأخیر لعام 2021 المرکز 166 من أصل 180 بلداً.
حسب المتداول من مصادر حقوقية وأسرية، فقد تشجع الشيخ، وغيره من صحافيي قناة “الجزيرة” المصريين، على السفر إلى وطنهم بعد غياب لسنوات، كانوا يخشون السفر خلالها بعد القبض على عدد من زملائهم مثل عبد الله الشامي، ومحمد بدر، ومحمود حسين، وبيتر جريستي، ومحمد فهمي، وباهر محمد، وذلك بعدما استشرفوا نهاية للعداء المباشر بعد تحسن الأجواء السياسية المصرية – القطرية.
كانت مصادر صحافية عدة قد توقعت أن تعيد قناة “الجزيرة” فتح مكتبها في القاهرة رسمياً خلال الفترة المقبلة، وأكدت أنّ القناة استأجرت مكتباً جديداً بالفعل، وتعمل على استكمال الاستعدادات اللوجستية والإدارية فيه، وذلك بعد زيارة مراسلتها شيرين أبو عاقلة إلى القاهرة، وظهورها الإعلامي لأول مرة من هناك ضمن مهمة عمل قصيرة.
وبعد مضي أكثر من 48 ساعة، على اعتقال الشيخ من مطار القاهرة، وحبسه مباشرة على ذمة التحقيقات 15 يوماً، لم يصدر بيان أو كلمة واحدة من نقابة الصحافيين المصريين.
وبحسب مصادر حقوقية أيضاً، يأتي اعتقال الشيخ نتيجة مشاركته في العمل على تغطية مقالة رئيس صحيفة “الأهرام” السابق عبد الناصر سلامة، والتي تسببت باعتقاله الأخير. كما نشرت مصادر أمنية تسجيلاً صوتياً بين الشيخ وسلامة يدعوه خلاله لإجراء مداخلة مع قناة “الجزيرة” عن المقال الذي نشره، بزعم أنّ ما تمّ يمثل خيانة وليس عملاً صحافياً، ما يعني أنّه مستهدف بالاسم.