موقع مصرنا الإخباري:
تنطلق كل مرة عقب اختطاف طفل او اختفاءه وهي حالات فردية اشاعات مغرضة وخبيثة تتضمن انه وراء ذلك عصابة لسرقة الأعضاء وللأسف تجد هذه الإشاعات صدى واسعا في التداول وخاصة علي شبكات التواصل الاجتماعي مرفقة بصور أشلاء وجثث بشرية لأطفال مما يثير الهلع والرعب في المجتمع وبالرغم ان أجهزة الشرطة نجحت في الكثير في تحرير الاطفال المخطوفين وكان آخرهم طفلي الغربية وأسيوط وعادوا سالمين لأهلهم وثبت كذب هذه الشائعات وحتى بعض الأطفال الذين تعرضوا للقتل فلم يكن هناك طفلا واحدا منهم سرقت أعضائه وهذا ما يعلنه دوما قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية إنهم لم يتلقوا بلاغاً واحداً عن واقعة سرقة اعضاء احد الاطفال ومع ذلك مازالت هذه الاشاعات المغرضة تنتشر مثل النار في الهشيم عقب اختطاف اي طفل او اختفاءه
والحقيقة ان جرائم اختطاف الأطفال او اختفائهم يعود لعدة أسباب منها ربما لطلب فدية او ابتزاز او الانتقام من احد افراد الاسرة لوجود خلافات او استغلالهم في عمليات التسول من قبل بعض المجرمين في الشوارع وبين إشارات المرور بهدف استعطاف المواطنين والواقع الذي لا يعلمه الغالبية ولكن يعرفه المتخصصين من أهل الطب ان هناك استحالة في سرقة أعضاء الاطفال وزرعها في جسم اخر لأنها غير مكتملة النمو وايضا ليس هناك تجارة سرقة اعضاء بين البالغين ويعود ذلك الي ان اي عضو بشري يتم استئصاله لابد من زرعه في جسم اخر خلال ساعات محدودة حتي لا يضمر وليس هناك في مصر والدول العربية بنك لحفظ الأعضاء وكذلك لابد من إجراءات طبية خاصة وعمل تحليل للأنسجة ومزرعة للمنقول منه والمنقول إليه ليتم التأكد من تطابقهما حتى لا يتم لفظ العضو المزروع من قبل الجسم وهذا يستغرق اكثر من شهر ولايمكن سفر اي عضو بشري للخارج الا في ثلاجات مخصصة وبطريقة معينة خلال ساعات محددة وإجراءات وأوراق رسمية معقدة وكل ذلك استحالة ان يتفق مع اشاعات عمليات سرقة الأعضاء ولكن هناك للأسف تجارة أعضاء بالتراضي بين بائع احد اعضائه والمشتري والسماسرة وعدد من أفراد الفريق الطبي معدومي الضمير وذلك مقابل مبلغ مالي وهي تجارة مجرمة من قبل القانون وغير شرعية واحيانا يحدث فيها بعض عمليات النصب علي الذين باعوا احد اعضائهم من كلية او فص كبد بان لم يحصلوا علي كامل المبلغ المتفق عليه مما يلجؤوا الي تقديم بلاغات انه تمت سرقة احد اعضائهم وذلك علي غير الحقيقة
ولذا يحتاج المجتمع الي توضيح الهدف من وراء عمليات خطف الأطفال ومحو الإشاعات والاعتقاد الراسخ في أذهان البعض بان الهدف هو سرقة اعضاء هؤلاء الأطفال والاتجار فيها ولكي يتم تعديل هذه الفكرة لدى المجتمع المصري وخاصة فئة البسطاء فلابد من معالجة الأمر من خلال الدراما والافلام وتكثيف بث البرامج المختلفة في وسائل الإعلام التي تستضيف الأطباء المتخصصين والمسئولين خاصة علي القنوات التي يتابعها أكبر فئة من الشعب المصري لتوضيح أسباب الخطف والأهداف التي تم معرفتها من خلال التحقيقات في هذه القضايا حتى تطمئن قلوب المواطنين ولايصيبهم الذعر من الشائعات التي تنطلق عقب كل حادثة يتم تداولها في وسائل الإعلام أو السوشيال ميديا بأنها بهدف سرقة الاعضاء البشرية.
بقلم محمود دياب