موقع مصرنا الإخباري:
في الساعات الأولى من يوم 7 أكتوبر، فوجئ العالم عندما تسلل مئات من مقاتلي المقاومة الفلسطينية إلى المستوطنات الصهيونية حول غزة من خلال العمليات البرية والجوية (الطائرات بدون طيار) والبحرية.
هذا بالإضافة إلى إطلاق أكثر من 5000 صاروخ، سقطت أهدافها في قلب تل أبيب خلال العشرين دقيقة الأولى، بعد إعلان المقاومة عملية طوفان الأقصى.
ويوصف بأنه أعظم فشل استخباراتي في تاريخ الكيان الصهيوني، أكثر من حرب الأيام الستة عام 1973، حيث إن قوات الاحتلال اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه قبل خمسين عاما، وحماس وحدها ليست أقوى من حكومتي مصر وسوريا مجتمعتين. فكيف لم يتمكن جهاز المخابرات من وضع خطة بهذا الحجم، والتي كان من المقرر أن يتم الإعداد لها منذ أشهر، وتعتمد على خبرة محور المقاومة؟
في الواقع، أثبتت المقاومة فعاليتها، حيث خلقت تأثيرًا هائلاً من الموارد والأفكار البسيطة، مثل العمليات المتزامنة لأعمال الشغب على الحدود وإطلاق الصواريخ، ونشر مئات المقاتلين في عدة مجموعات واستخدام التكنولوجيا القديمة محلية الصنع. مثل الطائرات الشراعية اليدوية الآلية لإسقاط القنابل، التي كان من غير المرجح أن يتم اكتشافها. ولكن أكثر من أي شيء آخر، أثبتت المقاومة معنوياتها العالية وشجاعتها وإيمانها بالتغيير الحقيقي، التي تنبع من روح قوية لدرجة أنها هزمت كل دبابات العدو.
ما هي بعض النتائج المتوقعة لعملية طوفان الأقصى؟
1) إطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والبالغ عددهم 5200 أسير. وفي عملية طوفان الأقصى تم أسر ما لا يقل عن 150-200 جندي ومستوطن صهيوني، وكان من بين الأسرى ضباط كبار. وقال صالح العاروري، أحد كبار قادة حماس: “ما في أيدينا هو إطلاق سراح جميع أسرانا. وكلما طال أمد القتال، كلما ارتفع عدد السجناء. جلعاد شاليط، جندي سابق في الجيش الإسرائيلي تم أسره في عام 2006 خلال غارة عبر الحدود شنتها حماس، تم إطلاق سراحه في عام 2011 مقابل 1027 سجينا. وفيما يتعلق بمصير الأسرى، قال أبو عبيدة الناطق العسكري باسم حماس: إن أسرى الجيش الإسرائيلي سيتعرضون لكل ما يتعرض له سكان غزة. إن تهديد غزة وشعبها لعبة خاسرة وسجل مكسور”.
2) من المرجح ألا يكون هناك المزيد من الانتهاكات على الأقصى، لأنه لا يمكن تعريفه بشكل أكثر وضوحا بأنه الخط الأحمر، والثمن المدفوع لتدنيسه هو عملية طوفان الأقصى. وقال العاروري: “نتوقع أن يستمر القتال وتتوسع جبهة القتال. لدينا هدف رئيسي واحد: حريتنا وحرية أماكننا المقدسة”.
3) لقد تغير ميزان القوى بشكل لا رجعة فيه. وحتى لو قرر الصهاينة قصف غزة بالقنابل، فالحقيقة هي أنه لا شيء يمكن أن يبطل نقطة التحول الهائلة لصالح المقاومة. وقد أثبت ذلك أنها ستتخذ إجراءات محسوبة عندما ترى ذلك مناسباً لمهاجمة العدو، وفقاً لشروطها الخاصة وليس رداً على توغل محدد. ومن الآن فصاعدا سوف يفكر الكيان الصهيوني مرات عديدة قبل أن يفرض حصارا على أي جزء آخر من الضفة الغربية.
4) ولأول مرة دعا القائد العام لكتائب القسام محمد ضيف صراحة إلى دمج المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق وسوريا واليمن. وقد أبدى حزب الله بالفعل استعداده للدخول إلى جبهة القتال. وفي 8 تشرين الأول/أكتوبر، أعلن مسؤوليته عن هجمات بقذائف الهاون على ثلاثة مواقع في مزارع شبعا المحتلة. صرح قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي أنهم يستعدون لانضمام حزب الله إلى الحرب بمجرد بدء العمليات البرية في قطاع غزة وأنهم يقومون بتحريك القوات إلى الشمال للدفاع ضد هذا الاحتمال. والحقيقة هي أنه بينما يقوم وزير الدفاع غالانت بالتحضير لتعبئة قوات الاحتياط في الشمال، فإن الجيش الإسرائيلي سيواجه صعوبة في التفكير في إمكانية قتال الجيش الذي ألحق به هزيمة مذلة قبل 17 عاماً في لبنان.
5) سيتباطأ ملف التطبيع مع السعودية بسبب تحول ميزان القوى نحو المقاومة. وهذا سيجعل المملكة العربية السعودية مترددة. وشددت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها، على أن المملكة “حذرت مراراً وتكراراً من مغبة تدهور الأوضاع نتيجة الاحتلال”.
6) أثبت الكيان الصهيوني ضعفه الديمغرافي، والذي تجلى في خوف المستوطنين من الهجمات الصاروخية ومواجهة المقاومة. وشعر عشرات الآلاف من المستوطنين بالذعر في مطار بن غوريون أثناء محاولتهم الفرار وسط إلغاء الرحلات الجوية من وإلى الكيان. علاوة على ذلك، لم يعد من الممكن الآن أن ينتقل هؤلاء المواطنون اليهود في أوكرانيا أو أمريكا أو روسيا إلى الأراضي المحتلة، لأن رغبتهم في الأمان هي الأولوية القصوى.
النظام الصهيوني
فلسطين
غزة