بعد وصوله إلى العاصمة الإيرانية طهران مساء أمس الجمعة، في إطار جولته الآسيوية، أجرى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، اليوم السبت، مباحثات مفصلة مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، تناولت بحث العلاقات الثنائية والقضايا الدولية، وتعزيز التعاون في مواجهة السياسات الأميركية.
وتوّجت مباحثات مادورو ورئيسي بالتوقيع على وثيقة تعاون شامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتجارية والسياحية، وفق ما بثه التلفزيون الإيراني.
وتربط فنزويلا علاقات متميزة مع إيران مدفوعة بالموقف المشترك الرافض للسياسات الأميركية و”الإمبريالية”، وكذلك تعرضهما للعقوبات الأميركية المشددة خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي دفعهما إلى التوجه إلى تعزيز العلاقات والروابط بدافع مواجهة السياسات والعقوبات الأميركية، وهو ما أكده الرئيسان اليوم السبت خلال مؤتمرها الصحافي المشترك بعد لقاء جمع بينهما.
وخلال مؤتمره الصحافي المشترك مع الرئيس الفنزويلي، ندّد الرئيس الإيراني بالعقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا، مشيداً بما وصفه بأنه “صمود ومقاومة نموذجية” لفنزويلا في مواجهة العقوبات الأميركية، وقال إن “فنزويلا أظهرت صموداً ومقاومة نموذجية أمام العقوبات وتهديدات الأعداء والإمبريالية”.
كما أشار رئيسي إلى العقوبات الأميركية المفروضة على بلاده، قائلاً إن “العقوبات والتهديدات المفروضة على الشعب الإيراني كثيرة، لكنه جعل هذه العقوبات فرصة للتقدم والازدهار” حسب قوله.
وأكد الرئيس الإيراني أن طهران وكاركاس تتخذان استراتيجية “المقاومة أمام القوى المتغطرسة”، واصفاً العلاقات بينهما بأنها “استراتيجية”، ومضيفاً أن الضغوط الأميركية القصوى ضد إيران فشلت فشلاً ذريعاً حسب اعتراف المتحدث باسم البيت الأبيض. وتابع رئيسي أن إيران في سياستها الخارجية تسعى إلى تعزيز “العلاقات مع الدول المستقلة”، معرباً عن أمله أن تشكل زيارة مادورو إلى إيران “منعطفاً” لتعزيز العلاقات الثنائية.
وأوضح أن فنزويلا “قد تجاوزت التضخم العملاق، وبدأ نموها الاقتصادي، وهذا يثبت أن المقاومة والصمود ستؤتي أكلها، والعدو سيجبر على التراجع”.
من جهته، قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، خلال المؤتمر الصحافي، إن “هناك علاقات وطيدة مع إيران على جميع الأصعدة، منها المجالات الدفاعية والنفطية”، مضيفاً “أننا اليوم خضنا جولة حوار معمق، وطورنا العلاقات بين البلدين خلال عام 2022، وتمكننا من رسم أفق واضح من خلال وثيقة التعاون لـ20 عاماً”.
وتابع الرئيس الفنزويلي “وضحت للرئيس رئيسي أننا في بلدنا خلال 2017 ـ 2020 تجاوزنا فترة صعبة وصمدنا أمام ضغوط الإمبريالية، وبالصمود وصلنا إلى هذه الظروف، ونحن أعددنا برامج لمستقبل بلدنا، وسنتمكن من تنفيذها بنجاح”.
وأعلن مادورو أنه سيُفتتح خط طيران مباشر بين طهران وكراكاس في المستقبل القريب، قائلاً إن ذلك من شأنه أن يسهم في تعزيز السياحة بين البلدين.
المصدر: العربي الجديد