قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن مصر استثمرت حوالي 1.7 تريليون جنيه لتطوير البنية التحتية خلال السبع سنوات الماضية، موضحة أن رؤية مصر للتنمية المستدامة تم وضعها بشكل تشاركي بالتعاون مع القطاع الخاص.
وأشارت السعيد، في تصريح اليوم الجمعة، خلال الجلسة الأولى لمنتدى رؤساء هيئات الاستثمار في إفريقيا، إلى وضع برامج للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، كما هيأت الحكومة المصرية البيئة التشريعية لتعزيز مشاركة القطاع الخاص، لتبسيط إجراءات الاستثمار المحلي والأجنبي.
ولفتت إلى ضخ مصر استثمارات ضخمة لتطوير البنية التحتية لتعزيز الاستثمار الخاص، بالإضافة لإنشاء محور تنمية قناة السويس ومحطات الكهرباء وشبكات الطرق، وهو ما أدى لتحسن تنافسية مصر عالميًا في العديد من المؤشرات، حيث تحسن مؤشر جودة البنية الأساسية ب 48 مركزا لتحتل مصر المركز رقم 52 عالمياً عام 2019، مقارنةً بالمركز رقم 100 عام 2014 / 2015، وفي مؤشر جودة الطرق، تقدمت مصر ب 90 مركزا لتحتل مصر المركز رقم 28 عالميا، وفي مؤشر جودة الكهرباء تقدمت مصر ب 44 مركزا لتحتل المركز رقم 77 عالميًا.
وأشارت إلى إنشاء الصندوق مصر السيادي كأحد الآليات لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، متابعه أنه على الرغم من تزامن بداية نشاط الصندوق مع تحديات وظروف صعبة، وأبرزها تداعيات جائحة كوفيد19، نجح الصندوق في جذب مستثمرين وشركاء من الداخل والخارج، وتوقيع اتفاقيات للدخول في شراكات متعددة، مشيرة إلى بدء النشاط الاستثماري للصندوق بعقد العديد من الشراكات، منها المشاركة في تأسيس الشركة الوطنية المصرية لصناعات السكة الحديدية.
وقالت السعيد، إن الصندوق وضع خطة لإعادة استغلال الأصول المنقولة إليه، لتعظيم قيمتها والعائد منها، ومنها مبنى مجمع التحرير ومشروع “إعادة إحياء القاهرة الخديوية، فضلًا عن توقيع الصندوق اتفاق شراكة مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وتوقيع اتفاق تحالف بين صندوق مصر السيادي وإحدى أكبر المؤسسات المالية الإقليمية (المجموعة المالية هيرميس القابضة) من خلال توقيع اتفاقية للاستحواذ على حصة 76% من أسهم بنك الاستثمار العربي عن طريق زيادة رأسمال البنك إلى 5 مليارات جنيه.
وأضافت أن دعم بيئة الأعمال وتعزيز دور القطاع الخاص يمثل أحد المحاور الرئيسة للبرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية في مصر، والذي يأتي كمرحلة ثانية واستكمالاً للتطبيق الناجح للبرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي ويشمل ستة محاور للعمل، تضم العديد من الأهداف والسياسات، حيث تتضمن 31 هدفا وسياسة ونحو 310 إجراءات تتضمن الإصلاحات المؤسسية والتشريعية.
وأوضحت أن الإصلاحات الهيكلية يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تسريع عملية التعافي الاقتصادي من الجائحة وتعزيز النمو، متابعة أن المضي قُدما في مسيرة تطبيق الإصلاحات الهيكلية سيؤدي إلى تعزيز مرونة الاقتصادات الأفريقية في مواجهة الصدمات الخارجية مستقبلاً.
وأكدت الوزيرة وجود عدة عوامل لابد من مراعاتها لتعظيم الاستفادة من الإصلاحات الهيكلية، تتمثل أبرزها في اتباع النهج التشاركي والحوار في وضع وتنفيذ الإصلاحات، والتركيز على البدء بالإصلاحات الأسهل في التنفيذ والتي تحقق أكبر مكاسب اقتصادية واجتماعية في أقرب وقت زمني ممكن للمواطنين لخلق قبول عام بأهمية وفاعلية الإصلاحات، إضافة إلى أهمية التكامل في الإصلاحات، حيث لا تنجح حزم الإصلاح بدون ثلاثة مكونات أخرى مكملة لها، وهي رشادة سياسات الاقتصاد الكلي والحوكمة، بنية تحتية عصرية، ورأس مال بشري قادر على تنفيذ الاصلاحات.