اعتراف بعد فوات الأوان.. إدارة بايدن تقر بـ”جرائم حرب إسرائيلية” في غزة
اتهم ماثيو ميلر، المُتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن، جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانه على قطاع غزة، مؤكدًا في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية أنه “من المؤكد تمامًا أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب”، وفي الوقت ذاته، استبعد المسؤول الأمريكي السابق اتهامات الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
اتهامات مباشرة
أكد “ميلر”، الذي شغل منصب المتحدث الرسمي خلال العامين الأخيرين من إدارة بايدن، وجود حالات فردية “بلا شك” ارتُكبت فيها جرائم حرب من قبل جنود إسرائيليين.
وقال في تصريحاته التي نقلتها “تايمز أوف إسرائيل”: “ما أعتقد أنه ليس سؤالًا مفتوحًا تقريبًا هو أنه كانت هناك حوادث فردية شكلت جرائم حرب، حيث ارتكب جنود إسرائيليون جرائم حرب”.
ومَيَّز المسؤول الأمريكي السابق بين نوعين من ارتكاب جرائم الحرب، إذ قال: “الطريقة الأولى هي ما إذا كانت الدولة قد اتبعت سياسة لارتكاب جرائم حرب عمدًا أو تتصرف بتهور بطريقة تساعد وتحرض على جرائم الحرب. هل الدولة ترتكب جرائم حرب؟ أعتقد أن هذا سؤال مفتوح فيما يتعلق بغزة”.
وفي إشارة إلى الطريقة الأخرى لارتكاب جرائم الحرب، انتقد المسؤول الأمريكي السابق غياب المحاسبة، قائلًا: “في كل صراع كبير تقريبًا، سترى أفرادًا من الجيش يرتكبون جرائم حرب، والطريقة التي تحكم بها على الديمقراطية هي ما إذا كانت تحاسب هؤلاء الأشخاص. لم نر بعد محاسبة أعداد كافية من العسكريين، وأعتقد أن هناك سؤالًا مفتوحًا حول ما إذا كانوا سيفعلون ذلك”.
انتقادات دون محاسبة
أشار ميلر إلى أن المجتمع الدولي تحدى الموقف الإسرائيلي الذي ينفي هذه الاتهامات، ويؤكد اتخاذ خطوات لتجنب الخسائر المدنية، إذ يرى أن العدد المرتفع من الشهداء المدنيين الفلسطينيين والقيود الإسرائيلية على دخول الغذاء إلى غزة يثيران الشكوك حول التزامها بحماية الأبرياء.
كشف ميلر عن أنه كانت هناك خلافات عميقة داخل إدارة بايدن حول سياسة الحرب على غزة، خاصة فيما يتعلق بحجب الأسلحة عن إسرائيل.
وأوضح أن إدارة بايدن حجبت شحنات من القنابل التي تزن 2000 رطل عن إسرائيل في ربيع 2024، وبرر ذلك بأنه لم يكن هناك اعتقاد بأنهم سيستخدمونها بطريقة مناسبة في غزة، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب عكست هذه السياسة لاحقًا.
وجادل بأن المناقشات العلنية حول حجب الأسلحة قد تكون أضرت بجهود التوصل لوقف إطلاق النار، قائلًا: “كان واضحًا لنا في تلك الفترة أن مناقشتنا العلنية لحجب الأسلحة عن إسرائيل، بالإضافة إلى الاحتجاجات في الحرم الجامعي في الولايات المتحدة، وحركة بعض الدول الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين، كانت تقود قيادة حماس إلى استنتاج أنهم لا يحتاجون إلى الموافقة على وقف إطلاق النار”.
أبدى المسؤول الأمريكي السابق ندمه على عدم ممارسة ضغوط أكبر على الطرفين، خاصة إسرائيل، لإنهاء الصراع.
وقال، وفقًا لـ”تايمز أوف إسرائيل”: “الشيء الذي أنظر إليه بأثر رجعي هو في تلك الفترة الفاصلة بين نهاية مايو 2024 ومنتصف يناير 2025، عندما قُتل آلاف الفلسطينيين الأبرياء كشهداء، هل كان بإمكاننا فعل المزيد للضغط على الحكومة الإسرائيلية للموافقة على وقف إطلاق النار؟ أعتقد أنه في بعض الأحيان ربما كان بإمكاننا ذلك”.