استراتيجيات الحكومة المصرية في مواجهة الأزمات – أزمة أسوان كمثال
على الرغم من مرور فترة زمنية على انتشار المرض الغامض في محافظة أسوان، إلا أن لغز هذا المرض لم يتم حله حتى الآن، مما أثار قلق المواطنين وتساؤلاتهم حول قدرة الحكومة المصرية على التعامل مع الأزمات الصحية بشكل فعّال. هذه الأزمة تكشف عن مجموعة من الاستراتيجيات التي غالباً ما تستخدمها الحكومة المصرية في مواجهة الأزمات، وهي استراتيجيات مترابطة يتم اتباعها تدريجياً، مما يترك الأزمة قائمة دون حلول جذرية.
- التجاهل والصمت
تتمثل أولى خطوات التعامل مع أي أزمة في التجاهل التام والصمت من قبل المسؤولين. في حالة المرض الغامض في أسوان، لم تصدر في البداية أي تصريحات رسمية توضح طبيعة المرض أو أسبابه، مما أثار حالة من الفزع بين الأهالي، حيث كان من المفترض أن يكون التدخل السريع والشفافية أولى خطوات احتواء الموقف.
- الإنكار واتهام الآخرين بالتآمر
الخطوة التالية في استراتيجيات الحكومة تكون بالإنكار التام لوجود أي أزمة، أو اتهام أطراف خارجية أو داخلية بالتآمر لتشويه صورة النظام. في بعض الأحيان، قد يتم توجيه اتهامات مباشرة لأشخاص أو جهات معارضة بترويج شائعات تهدف لإثارة البلبلة بين المواطنين، بدلاً من الاعتراف بوجود مشكلة صحية تتطلب اهتماماً حقيقياً.
- التهوين من الأزمة والكذب
بعد ذلك، تأتي مرحلة التهوين، حيث يتم التقليل من أهمية الأزمة والحديث عن أن الوضع تحت السيطرة. قد تصدر تصريحات تطمئن الشعب بأن المرض ليس بالخطورة التي يتصورها البعض، وأن الحكومة تتعامل معه بحكمة. وفي بعض الأحيان، تُستخدم الأرقام والإحصائيات بشكل مضلل لإعطاء انطباع بأن الأمور تتحسن، رغم أن الواقع قد يكون مغايراً.
- التبرير والشماعات
مع تصاعد الضغط الشعبي والإعلامي، تلجأ الحكومة إلى التبرير واستخدام “الشماعات” لتبرير فشلها. قد يتم إلقاء اللوم على الظروف الإقليمية أو المناخ أو حتى نقص الموارد، دون الاعتراف بأن الاستجابة المتأخرة أو غير الكافية من النظام هي جزء من المشكلة.
- تحميل المواطن المسؤولية
وأخيراً، في حالة استمرار الأزمة وعدم القدرة على احتوائها، يتم تحميل المواطن نفسه مسؤولية تفاقم الوضع. يُلام المواطنون على عدم اتباع الإرشادات أو عدم التصرف بحكمة، ويتم تصويرهم على أنهم السبب الرئيسي وراء تفاقم الأزمة، وهو ما يعفي النظام من تحمل مسؤولياته تجاه المواطنين.
ما هو حل أزمة أسوان؟
تظل أزمة المرض في أسوان غير محلولة، في حين أن الحكومة تبدو وكأنها تتبع نفس الاستراتيجيات المتكررة التي استخدمتها في أزمات سابقة. يحتاج المواطنون إلى شفافية أكبر وإجراءات فعلية لحل المشكلة بدلاً من التجاهل أو إلقاء اللوم عليهم.
