توصل حزبان يمثلان سلالتين سياسيتين في باكستان إلى اتفاق من شأنه تقاسم السلطة وإقصاء مناصري رئيس الوزراء السابق عمران خان المسجون حاليا. وطرفا الاتفاق الجديد هما حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز شريف المدعوم من الجيش، وحزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زرداري. وجاء الاتفاق بعد مفاوضات استمرت أسبوعين، ويتيح تأمين غالبية لتشكيل حكومة ائتلافية ستضم أيضا في صفوفها عدة أحزاب صغيرة. وأكد رئيس حزب الشعب الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري خلال مؤتمر صحفي أن “حزب الشعب الباكستاني والرابطة الإسلامية الباكستانية-نواز حققا الأرقام المطلوبة وسنشكل حكومة”. محتوى الاتفاق وبموجب هذا الاتفاق، سيقترح حزب الرابطة الإسلامية شهباز شريف رئيسا للحكومة، وآصف علي زرداري رئيسا للدولة من جديد. وكان آصف زرداري تولى رئاسة باكستان في الفترة من 2008 وحتى 2013، وهو زوج رئيسة الوزراء بينظير بوتو التي اغتيلت عام 2008. ويتولى نجلهما بيلاوال بوتو زرداري رئاسة حزب الشعب الذي يعد واجهة سياسية لعائلة بوتو العريقة في المشهد الباكستاني. وأما شهباز شريف، فتولى رئاسة الوزراء عام 2022، وهو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف. وقال زرداري “نأمل أن يصبح شهباز شريف رئيسا لوزراء البلاد قريبا، وعلى باكستان بأكملها أن تصلي من أجل نجاح هذه الحكومة”. وأضاف شريف الذي كان يجلس بجوار بيلاوال “بعد 76 عاما، نجد أنفسنا نعتمد على القروض، وتخطي هذه الحالة أسهل قولا وليس فعلا. هناك تحديات كبيرة نواجهها. علينا إخراج باكستان من هذه التحديات”. وأشار بيلاوال إلى أنه تم الاتفاق على الحقائب الوزارية، وسيعلن عنها خلال الأيام المقبلة. وكان المرشحون الموالون لحزب خان “حركة الإنصاف” فازوا بأكبر عدد من مقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت في الثامن من فبراير/شباط الجاري، ولكنهم باتوا مستبعدين عن السلطة بموجب هذا الاتفاق. ويتعين على الجمعية الوطنية عقد أول اجتماع بعد الانتخابات، وعندها يمكن إقرار الائتلاف رسميا. سرقة التفويض في الطرف الثاني، يندد حزب عمران خان “بحصول عمليات تزوير واسعة النطاق في الانتخابات، ويؤكد أنه فاز بما يكفي من المقاعد لكي يحكم”. وعبر الحزب اليوم الأربعاء عن رفضه اتفاق التحالف واصفا الأحزاب المنافسة بأنها “سرقت التفويض”. وقال الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي “يستحق حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز وحزب الشعب الثناء على رحلتهما الملحمية التي استمرت 30 عاما من سرقة أموال دافعي الضرائب إلى سرقة الانتخابات معا”.
المصدر : الفرنسية