إعلان بايدن في وقف إطلاق النار مخطط له أو إعلان الهزيمة الخفية؟ بقلم توفيق الناصري

موقع مصرنا الإخباري:

إذا أراد اليمين المتطرف داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي الاستمرار في الاتجاه الذي يتجه إليه، فإن كيان الاحتلال الإسرائيلي سينتهي من الوجود وعلى حسابه.

إن خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة 31 أيار/مايو، الذي سعت فيه إلى التغطية على فشل كيان الاحتلال الإسرائيلي في إضعاف المقاومة في غزة، يأتي في ظل جبهة مقاومة متصاعدة. وفي اليوم نفسه انعقد المؤتمر الوطني العربي الـ33 في بيروت، بمشاركة شخصيات مقاومة من فلسطين ولبنان واليمن والعراق، بالإضافة إلى كلمة السيد نصر الله التي هدد فيها بعبور المقاومين الحدود الشمالية. التقى الرئيس الأسد بالمرشد الإيراني آية الله خامنئي في اليوم السابق، وكان اليمن تحت قصف متواصل من الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية. ويشير اتجاه خطاب بايدن والتطورات المذكورة إلى أن أمريكا قد يكون لديها سبب للاعتقاد بأن محور المقاومة قد يتصاعد.

ويمكن وصف خطاب بايدن غير المخطط له، والذي أعلن عن إلقائه في اليوم نفسه، بأنه يسعى إلى رسم البسمة على وجه سيئ. وبدا أنها موجهة نحو المستوطنين أكثر من القيادة الصهيونية، بهدف إقناعهم بأن أمن كيان الاحتلال الإسرائيلي سيكون سليماً إذا قبلوا باقتراح وقف إطلاق النار. وزعم بايدن أن المقاومة في غزة “لم تعد قادرة على تنفيذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر آخر” لأنها ضعفت. هذا بينما يتعرض جنود الاحتلال لكمائن يومية، وحتى المخابرات الأمريكية تعترف بأن معظم القدرة القتالية والأنفاق لدى المقاومة في غزة لا تزال سليمة.

والحقيقة أن قوات الاحتلال انسحبت مؤخراً من جباليا، بعد ثلاثة أسابيع من عدم تحقيق أي شيء سوى القتل الجماعي للمدنيين. وذلك على الرغم من زعمهم مطلع العام أنهم دمروا البنية التحتية للمقاومة في المنطقة، فيما تواصل المقاومة إطلاق الصواريخ من داخلها. وهذه محاولة يائسة من بايدن لمنح كيان الاحتلال الإسرائيلي الذريعة لإنهاء الحرب، حيث تحدث عن الإخفاقات في تحقيق أي انتصار على المقاومة في غزة من خلال استمرار الحرب. وأكد أن استمرار الحرب يزيد من عزلة كيان الاحتلال الإسرائيلي في العالم، مما يدل على قوة الانتفاضة الدولية والاحتجاجات الجماهيرية في إضعاف الموقف الأمريكي والغربي.

وطرح بايدن اقتراحا لوقف إطلاق النار زعم أنه بشروط إسرائيلية. وقد لاقى هذا الاقتراح “إيجابية” من قبل المقاومة في غزة، كما اعتبره مسؤول إسرائيلي في الحكومة اليمينية انتصارا للمقاومة، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. وواقع الأمر أن الطرح لا يختلف عما قبلته المقاومة في غزة في السابق، حيث حث بايدن كيان الاحتلال الإسرائيلي على «الوقوف مع هذا الاتفاق مهما كانت الضغوط». وذكر أن هناك من في الائتلاف الحكومي للكيان من سيدعو إلى استمرار هذه الحرب إلى أجل غير مسمى، موضحا “أنهم يريدون احتلال غزة ومواصلة القتال لسنوات، والرهائن ليسوا أولوية بالنسبة لهم”. وهذا التصريح، بالإضافة إلى اقتراح وقف إطلاق النار الذي ينص على عودة الفلسطينيين إلى مناطقهم في غزة، يعني رفض خطة كيان الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء غزة من السكان، وأن حل الدولتين الأمريكي سيتقدم.

كما أكد بايدن على ضرورة “الهدوء على الحدود الشمالية”، ما يثبت مدى فعالية هجمات جبهة المقاومة اللبنانية في نزيف كيان الاحتلال. كما أن التأكيد على دور أمريكا في حماية كيان الاحتلال الإسرائيلي من الهجوم الصاروخي الإيراني يعد مؤشرا على عدم الرغبة في توسيع جبهات الحرب، وهو خطر جدي في حال استمرار الحرب.

الخلاصة من خطاب بايدن هي أنه إذا رغب اليمين المتطرف داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي في الاستمرار في الاتجاه الذي يتجه إليه، فإن كيان الاحتلال الإسرائيلي سينتهي من الوجود وعلى حسابه. وبالتالي فإن الاحتمال الأكبر هو أن يستسلم الكيان للضغوط الأمريكية. وإغلاق فصل هذه الحرب الفاشلة، والاتجاه نحو وقف إطلاق النار، مسألة ملحة في ظل إعادة المعايرة الأميركية تجاه روسيا وأوكرانيا، مع منح أسلحة أميركية لكييف في نفس اليوم لاستهداف روسيا، إضافة إلى التطورات في إيران مع المرتقب. انتخابات.

جو بايدن
وقف إطلاق النار في غزة
الولايات المتحدة
غزة
الحرب على غزة
فلسطين
إسرائيل

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى