موقع مصرنا الإخباري:
لا يختلف اثنان على قوة ومهارة أيمن أشرف، نجم دفاع النادى الأهلي، وأدائه الرجولى في المباريات، والذى يحظى بثقة مدرب الفريق وجماهير النادى، إلا أن المدافع الدولى المتوج ببطولتى أفريقيا مع المارد الأحمر ربما يمر بفترة صعبة تنتابه خلالها حالة من العصبية مصحوبة بضغط نفسى نتيجة تلاحم المباريات واختلاف المسابقات التى يخوضها الفريق، وظهر تأثير تلك الحالة النفسية على عصبية أيمن أشرف فى المباريات بكمية الإنذارات التي يحصل عليها مباراة تلو الأخرى، بحصوله على 11 إنذارا فى 35 مباراة بالموسم الحالى، وهو معدل كبير للغاية، آخرها أمام أسوان أمس لينتهى الأمر بإيقافه وحرمان فريقه من ركيزة مهمة ولاعب أساسى فى هذه المرحلة الحرجة من الموسم.
ولكن إذا نظرنا إلى لاعب كرة القدم فهو إنسان كغيره من البشر، يفرح ويحزن ويتأثر بضغوط الحياة وضغوط الجماهير والمباريات والمسابقات، لديه مهارات بدنية وفنية ونفسية أيضاً، إذا تأثرت واحدة منها يظهر بمستوى أقل من الطبيعى، وهناك بعض اللاعبين الذين يقدمون مستويات متميزة مع كبار أندية العالم إلا أنهم يمرون بتلك الفترة، الأمر الذى يحتم على تلك الأندية الاستعانة بالأطباء والأخصائيين النفسيين لدعم لاعبيهم.
رينيه فايلر طالب إدارة الأهلى فى بداية فترته التدريبية بالقلعة الحمراء بضرورة تعيين طبيب نفسى لمتابعة حالة اللاعبين بالفريق، للتعامل مع الضغوط الجماهيرية وتهيئتهم نفسياً فى المسابقات المختلفة، خاصة فى المباريات خارج الأرض، فضلا عن إعادة شحن طاقات بعض اللاعبين ممن يعاندهم سوء التوفيق في إهدار الفرص، أمثال مروان محسن أو بواليا أو محمد هانى، أو الحصول المتكرر على الإنذارات أو الطرد.
كبار أندية أوروبا تهتم بضرورة وجود طبيب نفسى بالفريق، مهمته عقد جلسات متكررة ومستمرة مع اللاعبين لتأهيلهم، وتقديم تقرير شامل وبصفة منتظمة للمدير الفنى للوقوف على مدى جاهزية اللاعبين من الناحية النفسية للمشاركة فى المباريات من عدمه، فضلاً عن التعامل الصحيح مع اللاعبين حال تعرضهم للتنمر من جانب بعض الجماهير، لإعادة تركيزهم فى المباراة والتركيز مع المدرب وتجاهل الهتافات المسيئة بالمدرجات، الأمر الذى يجعل وجود طبيب نفسي مطلباً أساسياً وعاجلاً بالأندية.
لاوتارو مارتينيز مهاجم إنتر ميلان المتميز والذى توج بالدورى الإيطالى مع فريقه وكوبا أمريكا مع الأرجنتين، اعترف فى وقت سابق بذهابه لطبيب نفسى بتجنب الحصول على البطاقات الصفراء مع بطل الدوري الإيطالى. وقال لاوتارو بكل شجاعة فى تصريحات نشرتها صحيفة “توتو ميركاتو”، “تدربت بعناية للوصول إلى أعلى مستوياتى، كان العمل على عقليتي أكثر تعقيدًا، لقد ساعدني كونى أبًا فى حل العديد من الأشياء خارج الملعب، لكن ساعدني طبيب نفسى على تقليل الاحتجاجات والحصول على البطاقات، تحقق من الإحصائيات ويمكنك أن ترى أننى تحسنت”.
أيمن أشرف يعرفه الجميع كـ”صخرة دفاعية”، ليس فى الملعب ولكن خارجه، مرّ بالعديد من الأزمات والظروف القاسية، والتي استطاع تخطيها بصمود ليعود أقوى، ليثبت للجميع أنه من رحم المعاناة يولد البطل الحقيقى، فأثبت للجميع أنه جبل صلب بعد فاجعة فقدانه والدته وأخته فى حادث أليم، أفقده تركيزه في البداية ليلعن الاعتزال، قبل أن يظهر دور مدربه آنذاك حلمى طولان الذى وقف بجانبه لتخطى تلك الأزمة ليستعيد تركيزه ويعود بقوة لاستكمال مسيرته مع سموحة واستعادة تألقه، وأيضاً عندما داهمته إصابة الصليبى اللعينة تمكن من تخطيها والوقوف مجدداً ليصبح واحداً من أقوى مدافعى الأهلى والمنتخب الوطنى، كل ذلك يتطلب من أيمن أشرف وقفة مع النفس، فليس عيبا استشارة طبيب، لاستعادة هدوئه واتزانه وثباته الانفعالى بالملعب ليعود من جديد كما عهدناه صخرة دفاع الأهلى ومنتخب مصر.