ووفقاً لخطة الجمهورية الجديدة التي تشهد انطلاقات موجهة بسرعة الصاروخ بكافة الاتجاهات، فكما نري بأعيننا تلك القفزة التي كنا نحلم بها علي خطي دول قد سبقتنا إليها و كانت لنا قدوة علي رأسها ماليزيا بقيادة مهاتير محمد ،
فالآن تشهد مصر نقلة اقتصادية كبيرة وضع حجر الأساس بها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أصدر قراراً بتحرير سعر الصرف وفق خطة محكمة مدروسة جريئة لعملية الإصلاح الاقتصادي، فقد كنا نعاني اقتصادا راكداً متأزماً لا يحرك ساكن و لا خطة لإصلاحه و لا نية لدفعه علي الإطلاق ، فضلاً عن استمراء الغرق بالديون الخارجية كمسكنات مزمنة لإرضاء الناس أو بمعني آخر ضمان استمرار الكرسي بغض بالنظر الذي لا يتخطي الأقدام منعاً لحدوث أية ضغوط اقتصادية قد يتضرر منها البعض كخطوة طبيعية بأي عملية إصلاح منشودة لمستقبل أفضل .
و ها نحن قد بدأنا بالفعل نجني ثمار هذا الإصلاح الاقتصادي و نراه و نلمسه و يشهد به العالم أجمع، أي أنه الفرج و السعة التي منحنا الله إياها من بعد تحمل و صبر و إيمان بأنه بعد العسر يسر .
فقد أسعدتني رسالة أرسل بها لي أحد الأصدقاء الصحفيين من المملكة العربية السعودية حول تقريراً إخبارياً نقلاً عن رئاسة الوزراء المصرية تفيد بنمو الاقتصاد المصري بنسبة ٧.٧٪ بالربع الأخير من العام المالي المنتهي بيونيو ٢٠٢١، و هذا إن دل فإنما يدل علي أن مصر تسير بخطيً ثابتة واثقة مسارعة للزمن نحو التطور و الانطلاق الذي يشهد له الجميع ، فيسعد به من يهتم لأمرنا كالإخوة و الأشقاء ببعض دول الجوار و يعض عليه الأنامل غيظاً من لا يسعده أن تنطلق مصر مثل هذه الانطلاقة بكل اتجاه في آن واحد، لكنه بالنهاية لا يستطيع أن ينكره.
وأختص في مقال اليوم أحد مظاهر هذه التنمية الاقتصادية بمصر:
فقد افتتح رئيس الوزراء منذ عدة أيام فرع شركة ( أمازون) مصر بمدينة العاشر من رمضان علي مساحة ٢٨٠٠٠ متر مربع أي أنه الأكبر بالشرق الأوسط و شمال أفريقيا ، و الأول من نوعه بأفريقيا كلها .
وعقب الافتتاح، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة تواصل السعي لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لإقامة مختلف المشروعات في جميع القطاعات، مضيفا أن السوق المصرية واعدة، وبها فرص واسعة أمام المستثمرين ورجال الأعمال ونحن نرحب بهم.
وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يوجه دائما بتعزيز دور القطاع الخاص كشريك مهم في تحقيق التنمية، مؤكدا أنهم كحكومة يبذلون قصارى الجهود الممكنة للعمل على تذليل أية عقبات قد تحول دون تحقيق ذلك أمام جميع المستثمرين.
وفي الوقت نفسه نوه نائب رئيس الشركة إلى أن “أمازون” تستثمر أكثر من مليار جنيه في مصر وتوفر ما يزيد على 3000 وظيفة وتمتلك أكثر من 15 محطة توصيل على مستوى مصر، علما أن السوق المصري يحتل المرتبة الأولى من حيث استثمارات “أمازون” في القارة الإفريقية.
شركة «أمازون» العملاقة – هي بالمناسبة خامس أكبر شركة على مستوى العالم بحجم استثمارات يصل إلى 1.7 تريليون دولار – قررت الدخول إلى قارة أفريقيا عبر البوابة المصرية بعد استحواذها على شركة «سوق دوت كوم» الاماراتية.. لتستثمر أكثر من مليار جنيه في السوق المصري عبر أكثر من 15 محطة توصيل على مستوى الجمهورية بالإضافة لمركزها الرئيسي، ليصبح السوق المصري هو السوق الأكبر والأول لهذا العملاق السحابي من حيث حجم الاستثمارات في القارة الإفريقية كلها.
ولذلك فهذا الحدث ليس مجرد افتتاح فرع لشركة كونية عملاقة في مصر.. إنما هو حدث ثقافي وعلمي وتعليمي واجتماعي وسلوكي قبل أن يكون حدث اقتصادي وتجارى.
وبكل تأكيد فإن حدثاً بهذه الضخامة يشير لأمن وأمان الاستثمار الأجنبي في مصر، لأن المستثمر الأجنبي لن يجازف بماله في دولة دون أن يكون لديه أدلة ومؤشرات قوية على ضمانه لرأس ماله، وهذه الضمانات ليست فقط استقرار حالة الاقتصاد للدولة، ولكن هناك ضمانات أخري مهمة كاستقرار منظومتها البنكية واستقرار حالتها الأمنية ونظامها السياسي
وعندما يكون هذا المستثمر الأجنبي كيان عملاق بحجم شركة «أمازون» المعروف بتدقيقه الشديد ومعاييره الصارمة في الاستثمار، فالتأثير هنا حتماً سيمتد لجذب كيانات ومؤسسات دولية أخرى عملاقة.
بقلم
دينا شرف الدين