أفريقيا أول مرة – ساحل العاج

موقع مصرنا الإخباري:

راح زميلى العزيز يحكى لى عن أبيدجان وعن ساحل العاج بحماس ورضا عام، بينما كانت أتفقد كل شىء حولى فى هذا البلد الصديق الجميل. فالناس تكسوهم الطيبة وتشغلهم الحركة جيئة وذهابا داخل المطار النظيف المرتب الذى تلفه البساطة بصفة عامة حجما وموضوعا، بحيث لا يمكن لك أن تتوه فيه عن أحد، كانت أصوات الناس تتداخل فى مسامعى وبينها أصوات بعض من المصريين واللبنانيين وجنسيات عربية أخرى من المقيمين فى ساحل العاج، الأمر الذى يشعرك بالألفة على الفور فى هذا البلد الأفريقى الجميل.

كان على البقاء فى ساحل العاج لليلتين قبل اللحاق بإحدى الطائرات المتجهة إلى منروفيا عاصمة ليبيريا، وأصر زميلى على استضافتى فى بيته كرما منه ومحبة قدرتها له وما زلت . وفى بيت زميلى كان يمكنك رؤية أبيدجان من الدور الخامس عشر رؤية صافية حلوة تبعثك على الراحة والتفاؤل والإقبال على الحياة فى صباح اليوم . فكان المنظر يطل على المحيط الأطلنطى وعلى بحيرة أيضا والمياه تنساب فى دعة وسرور فى مسارها الأبدى . وخلال ساعات النهار تدب الحركة فى المدينة دون ضجيج شديد منفر ، فلا تعلو أبواق السيارات بالنفير ولا يسود الجو إلا شعور بالرغبة فى العمل ، أو هكذا شعرت .

فالمدينة بسيطة ، وعندما تتجول فى شوارعها ترى المحال اللبنانية منتشرة هنا وهناك ، لتعرض الأزياء وغيرها من البضائع فى أناقة واضحة . وفى وسط المدينة وبجوار أحد الفنادق الهامة كانت شركة النصر للتصدير والاستيراد تشغل مبنى عاليا وقورا رأيته ولكنى لم أزره ، لضيق الوقت . وقد امتلأت ساحة الفندق المجاور بأنواع كثيرة من الأشجار والنباتات الجميلة وغير المألوفة التى لم أر مثلها من قبل ، حتى تمنيت لو استطعت الحصول على بعض منها فى مصر . كانت هذه الأشجار آية فى جمالها وتحيطها صفحات من المياه الجارية الخلابة داخل الفندق، فسبحان الله الذى أبدع كل شىء . وفى الليل ينشط النسيم الهفهاف الذى يداعب وجوه الناس وتضىء أنوار المحال والفنادق الواجهات والمداخل، كانت المدينة تستعد لحفل طويل . فقط كان على المرء عدم المبالغة بالتحرك فى متأخر الليل أمانا له .

مضى اليومان بصحبة زميلى الودود وفى ضيافته الطيبة الكريمة ونحن نتبادل الفكر والرأى ، وقد أسعدتنى صحبته كثيرا وهونت على وأصبحت مستعدا للمغادرة – أو المغامرة – الى منروفيا ليبيريا التى كانت حينها تشهد هدنة بين الفصائل الليبيرية المتحاربة المختلفة.

بقلم ماهر المهدي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى