موقع مصرنا الإخباري:
قولا واحدا، جنوح سفينة عملاقة كـ EVER GIVEN فى أهم مجرى ملاحى بالعالم، أزمة بكل المقاييس، والتمكن من الإنقاذ باحترافية وحدوث التعويم فى زمن قياسى إعجاز حقيقى لا ينكره إلا جاحد أو جاهل، لهذا وقف العالم أجمع فى حالة من الانبهار بعد أن استطاعت مصر أن تثبت أنها القادرة الحاضرة بعزيمة أبنائها وشعبها فى مواجهة التحديات، مهما كانت قسوتها وضخامتها.
ورغم أن الأنفاس فى العالم حُبست فور الإعلان عن إغلاق أهم مجرى ملاحى، إلا أنه كان لهذه الأزمة وجه أبيض، حيث أرسلت رسالة طمأنة للعالم بمدى قدرتها على تأمين أهم وأخطر مجرى ملاحى، وأنها ما زالت تمتلك الريادة مهما كانت التحديات.
إضافة إلى أن مصر استطاعت أن تسجل إعجازا حقيقيا بعد أن استطاعت أولا فى تعويم السفينة خلال 6 أيام فقط، رغم أن التقارير الدولية وكثير من الخبراء أكدوا أن تعويم سفينة مثل هذا، وجنوحها بهذا الشكل، وفى الوضع المناخى الحادث الآن، يحتاج على الأقل إلى 3 شهور، لكن كان لمصر رأى أخر، فتحقق الإعجاز بالتعويم خلال 6 أيام فقط، الأمر الذى جعل رئيس هيئة قناة السويس يؤكد أن هذا العمل سيدرس في أكاديميات النقل البحرى.
وكذلك النجاح فى تحقيق إعجاز أخر مهم، وهو كيف نجحت مصر فى تعويم سفينة يبلغ طولها 400 متر، وتبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن بحمولة حوالى 120 ألف حاوية كما هو متداول فى تقارير إعلامية، دون تسريب زيوت أو وقود أو حدوث إصابات سواء فى بدن السفينة أو فيما تحمله من بطائع وحمولات، بل تم التعويم حدث بكل سلامة وأمان ولم يحدث الكابوس الرهيب هو انشطار السفينة بسبب توزيعات الوزن الغير متوازنة أو تلفها.. أليس هذا إعجاز؟
ولك أن تتخيل أيضا كم الجهد الخارق الذى بذل من قبل المصريين، عندما تعلم أنه تم حفر وتكريك قرابة 27 ألف متر مكعب من الرمال، على عمق وصل إلى 18 مترا حول مقدمة السفينة، وتزامنا مع عملية الحفر الضخمة تجرى محاولات التحريك من خلال دفعها بالقاطرات بعيدا عن ضفاف الرمال لتحرير الغاطس، وفقا لعوامل المد والجزر والرياح، مع مراعاة حدوث انهيارات ترابية من أسفل السفينة للمناطق التى يتم تكريكها، كل هذا خلال 6 أيام فقط.. أليس هذا إعجاز؟
والعظيم أن السيناريو الأسوأ لم يتحقق، وهو تفريغ السفينة من حمولتها، وهذا ما جعل رئيس الهيئة فى المؤتمر الصحفى، يؤكد وبكل ثقة، أن ما حدث سابقة لم تحدث فى العالم من قبل، فلم يحدث أنه تم تعويم سفينة جانحة مثل هذا دون تفريغ حمولتها.. أليس هذا إعجاز؟
وهناك وجه أبيض أخر، أن هذه الأزمة بالفعل جددت تأكيد أهمية قناة السويس كممر مائى عالمى، وأسقطت دعاوى كل المشككين فى مستقبل هذه القناة، بل فضحت كل المغالطين الذين دوما يبثون ادعاءات مزيفة حول قدرة مصر من ناحية وتراجع القناة وأنها لم تعد قُبلة للتجارة العالمية من ناحية أخرى، لتفضح هذه الأزمة هذه الافتراءات والأكاذيب.
فها هو العالم أجمع يتابع ويدعو كلً بلغته ودينه، بإنهاء الأزمة لعودة شريان الحياة من جديد، فكيف لأزمة لم تستمر سوى أيام معدودة أن تقلب الموازين في العالم، فها هى ارتفاعات في أسعار البترول، وأزمات فى إمدادات المواد الخام للشركات الصناعية الكبرى، واضطرابات فى الحركة الملاحية العالمية والبورصات الدولية، وحالات من الطوارئ في التجارة الدولية، ألم يؤكد كل هذا أهمية مصر ومكانتها، ألم يكن كل هذا محل ثقة وفخر لكل مصرى وطنى.
وما يزيد الأمر عظمة والحمد لله، هو تعامل مصر باحترافية وثبات كبير، على كل الأصعدة ملاحيا، وعلميا، ليتأكد العالم أجمع أنها تمتلك خبرات وإمكانات علمية جبارة أشار العالم كله إليها بالبنان، فلم تطلب لا خبراء ولا خلافه، واستطاعت أيضا إدارة القناة التعامل إعلاميا باحترافية وثبات، فكانت الشفافية عنوان للتعامل، والثقة بالقدرة مبدأ حاضر في كل تصريحات رئيس الهيئة، لتثبت مصر أنها من الكبار فلا اضطراب ولا اهتزاز أمام أزمة يصفها الجميع بأنها كارثة تخلخل أى دولة مهما كانت، وهذا ما سجلته الإشادات الدولية.
وأخيرا.. فإن مصر استطاعت من خلال هذه الأزمة أن تقول كلمتها للعالم أجمع، بأنها مصر المحروسة، مصر القادرة على تخطى الصعاب ومواجهة كافة التحديات، داعين الله عز وجل أن يتمم توفيقه لنا بتخطى التحدى الأهم القادم بعد التعويم، وهو النجاح في تسيير حركة لا يقل عن 400 سفينة كانت متوقفة جراء هذه الأزمة، لتعود القناة إلى مهمتها من جديد مواصلة رسالتها بأمن وأمان..