موقعص مصرنا الإخباري:
أفكر كثيرا فى الفنانة الراحلة داليدا، التى تمر اليوم ذكرى ميلادها حيث ولدت فى1933، ونحن نتعامل معها بفخر كبير كونها ولدت فى مصر وتحديدا فى شبرا، ورغم كونها إيطالية، فإننى أفكر فيها مع أننى عندما شاهدتها فى فيلم اليوم السادس مع المخرج العالمى يوسف شاهين َلم تعجبنى.
كانت فى الفيلم “خوجاية” ترتدى زى فلاحة، وهناك من يقول إن الدور كان معدا للنجمة فاتن حمامة، ولكنها اختلفت مع يوسف شاهين، فأراد أن يثبت لها أنه من الممكن أن يقوم أى ممثل بالدور، ولا أعرف حقيقة هذه القصة، ولكن خرجت معجبا بالفيلم وتمنيت لو قامت فنانة أخرى بالدور.
طبعا رأيى شخصى، فقد يرى نقاد السينما والمختصون وكذلك من شاهدوا الفيلم أن الدور مناسب لداليدا، المهم أنه بعد فترة وجدتنى أفكر فى داليدا فى عيونها وحزنها، وشعرت ناحيتها بمحبة وعطف، وعاد مرة أخرى سؤال لماذا يحبها المصريون؟.
وقرأت، مؤخرا، مذكرات الفنان سمير صبرى التي جاءت تحت عنوان “حكايات العمر كله” وكان فيها كلام عن داليدا، كيف أنها جاءت بعد سنوات من استقرارها فى فرنسا، إلى مصر وذهبت لتبحث عن بيتها فى شبرا، وكيف أنها تواصلت بسهولة مع السكان القدامى كأى مصرية قديمة تعيش عمرها فى المكان، وهذا هو السر، من لقد ظلت داليدا تعد نفسها مصرية حتى النهاية.
لقد أحب المصريون داليدا لأنها أحببتهم وفخرت بانتمائها إليهم ففخروا بعالميتها واعتبرها ابنتهم التى حققت أحلامها.
وعندما غنت “سالمة يا سلامة” تقبلها الناس منها على أساس أنها رسالة تعلن بها انتماءها لمصر والمصريين، وخلاصة ذلك أن داليدا عاشت فتاة عالمية بروح مصرية نعم كانت ظروفها صعبة، ولكن مرور السنوات لم يأخذ منها بل أعطها وجعلها حلقة جميلة ومضيئة في الثقافة المصرية.