حزب الله يكشف إحباط شحنة “بيجر” جديدة بعد أيام من تفجيرات بيروت
لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين، هذا هو لسان حال حزب الله اللبناني بعد أن نجح بالتعاون مع السلطات التركية في إحباط شحنة جديدة من أجهزة الـ “بيجر” المفخخة، والتي تم استيقافها في مطار إسطنبول في سبتمبر الماضي.
وذكرت تقارير إن حزب الله اللبناني أبلغ السلطات التركية بوجود شحنة أجهزة نداء “بيجر” متفجرة تمر عبر أراضيها إلى لبنان معدة لاستهداف عناصر جديدة من الفصيل المتحالف مع إيران. بينما أعلنت وسائل إعلام تركية أن استخبارات بلادها ضبطت الشحنة.
ووفقاً للتقرير التركي، فإن إحباط العملية تم بعد 3 أيام على نجاح تفجيرات أجهزة الـ “بيجر” التي كان يحملها عناصر حزب الله للتواصل فيما بينهم، ما أدّى إلى مقتل نحو 40 شخصًا، وإصابة مئات آخرين.
وبينما قيل إن عدد الأجهزة المنفجرة في لبنان وصل إلى 3 آلاف، تبنى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) العملية، وأتبعها في اليوم التالي بتفجير أجهزة لاسلكية يستخدمها حزب الله في مقاره المختلفة، والتي أسفرت عن سقوط جرحى.
وكرّمت إسرائيل الأسبوع الماضي 3 عملاء من “الموساد”، وذكر الإعلام الإسرائيلي أن هويات العملاء لا تزال سرية، وظهر الثلاثة ملثمين، ولم يُعرّفوا عن أنفسهم إلا بالأحرف الأولى.
1300 جهاز
قال الإعلام التركي إن الشحنة وصلت من هونج كونج بتاريخ 16 سبتمبر عبر شركة “SMT Global Logistics Limited” التايوانية، وزعمت أوراقها أنها تتضمن “فرّامات طعام” كان مخططًا نقلها إلى لبنان في 27 سبتمبر.
وبعد التفتيش الدقيق، اكتشفت الأجهزة الأمنية التركية أن الشحنة مكونة من 61 صندوقًا، كانت تزن إجمالا 850 كيلوجرام، وتحتوي على 1300 جهاز نداء آلي من طراز “Gold Apollo 924 R3 GP”، و710 جهاز شحن مكتبي، إلى جانب معدات إلكترونية إضافية، مثل خلاطات يدوية وأجهزة تسجيل ومحولات شبكات.
وبعد تفكيك أجهزة الشحنة، تبين أن أجهزه الـ “بيجر” كانت تحتوي على متفجرات صغيرة الحجم “تم حقنها في بطاريات الأجهزة، ويمكن تفعيلها عبر إشارات إلكترونية أو عند حدوث قصر كهربائي، ما يجعلها وسيلة محتملة في عمليات تفجير عن بُعد”.
ولفتت وسائل الإعلام التركية إلى أنه تم ربط الأجهزة المُستخدمة بشركة “Gold Apollo” التايوانية، المرتبطة بشركة مجرية تُدعى “Bac Consulting KFT”، والتي يُشتبه في أنها تعمل كواجهة لأنشطة استخباراتية.
متفجرات عالية الخطورة
في أبريل الماضي، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفاصيل سرية حول عملية تفجير أجهزة الاستدعاء “بيجر”، قائلًا: “في الأسبوع الثالث من سبتمبر، علمنا أن (حزب الله) أرسل 3 أجهزة استدعاء ليتم مسحها ضوئيًا في إيران”.
وأضاف في كلمة خلال مؤتمر لمنظمة نقابة الأنباء اليهودية “JNS” في القدس المحتلة: “قبل ذلك قصفنا ماسحًا ضوئيًا مثل الذي كانوا على وشك إحضاره، وتخلصنا منه، وكذلك الرجل الذي يشغله”.
الآن، تبين أن الشحنة التي انفجرت في 17 سبتمبر، لم تكن الوحيدة. بعد أن أفادت وسائل إعلام تركية، الثلاثاء، بأنه “من خلال عملية أمنية دقيقة، تمكّنت المخابرات التركية (MIT) في 20 سبتمبر -بعد 3 أيام على تفجيرات الـ “بيجر” في لبنان- من إحباط محاولة تهريب شحنة متفجرات عالية الخطورة كانت موجهة إلى حزب الله في لبنان”.
ووفق البيان التركي، تبيّن أن الشحنة “تحتوي على أجهزة إلكترونية معدّلة تُستخدم لتفعيل متفجرات عن بُعد”؛ وتم ضبطتها بعد تلقي بلاغ استخباراتي -دون تحديد مصدره- بشأن شحنة مشبوهة ستُنقل من إسطنبول إلى بيروت.
وفيما لم تفصح السلطات التركية عن مصدر البلاغ الاستخباراتي الذي تلقته بشأن الشحنة المشبوهة المعدة للنقل من إسطنبول إلى بيروت، نقلت قناة “إل بي سي إيه” اللبنانية عن المسؤول الإعلامي في حزب الله يوسف الزين، إن “الحزب هو من أبلغ الجانب التركي بوجود شحنة بيجر مفخخة في مطار إسطنبول كانت متجهة إلى لبنان”.