بسبب هافيستو.. التوترات تتصاعد بين إسرائيل والأمم المتحدة

موقع مصرنا الإخباري:

بسبب هافيستو.. التوترات تتصاعد بين إسرائيل والأمم المتحدة

 

في مشهد سياسي يعج بالتوترات والتحديات، تتفاقم الأزمة بين دولة الاحتلال الإسرائيل والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بسبب رفض الأولى تعيين وزير خارجية فنلندا السابق، بيكا هافيستو، منسقًا خاصًا للأمم المتحدة في الشرق الأوسط.

وتأتي الأزمة وسط مخاوف من تصعيد التوترات السياسية والدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط، إذ تتشابك الاعتبارات السياسية والدبلوماسية مع المصالح الإقليمية.

مواقف داعمة لحل الدولتين 

طرحت الأمم المتحدة مقترح تعيين وزير خارجية فنلندا السابق، بيكا هافيستو، منسقًا خاصًا للأمم المتحدة في الشرق الأوسط، في خطوة كانت تأمل أن تُسهم في تعزيز الجهود الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. إلا أن دولة الاحتلال الإسرائيلي رفضت هذا التعيين وطلبت قائمة بديلة من المرشحين.

وفقًا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، تعود أسباب رفض إسرائيل إلى رؤية هافيستو كحليف للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وداعمه لحل الدولتين، وهو النهج الذي يتعارض مع سياسات الاحتلال الراهنة.

كما أبدت دولة الاحتلال الإسرائيلي مخاوفها من انتقاداته السابقة لسياساتها، مما يعكس خشيتها من صدامات محتملة مع الأمم المتحدة في حال توليه هذا المنصب.

خبرات ومواقف 

يتمتع بيكا هافيستو بخبرة دبلوماسية واسعة، حيث شغل مناصب مرموقة في سياقات دولية متعددة، وكان مسؤولًا عن تحقيقات الأمم المتحدة في استخدام اليورانيوم المنضب في كوسوفو والجبل الأسود وصربيا والبوسنة والهرسك.

كما عمل في أفغانستان والسلطة الفلسطينية والعراق وليبيريا، ومثّل الاتحاد الأوروبي في السودان والصومال، ولعب دورًا بارزًا في مفاوضات اتفاق السلام في دارفور، ورغم هذه الخبرات الواسعة، فإن مواقفه المؤيدة لحل الدولتين وانتقاداته السابقة لدولة الاحتلال الإسرائيلي جعلت تعيينه غير مقبول من قبل حكومة دولة الاحتلال.

وينسلاند ودوره في المنطقة

من المتوقع أن يخلف هافيستو الدبلوماسي النرويجي تور وينسلاند، الذي شغل المنصب ذاته على مدى السنوات الأربع الماضية، ولعب وينسلاند دورًا هامًا في تهدئة الصراعات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، من خلال مبادرات إنسانية مثل تصاريح العمل للعمال في غزة. ومع ذلك، فشلت جهوده في منع التصعيد الكبير الذي وقع في السابع من أكتوبر 2023.

في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” قبل مغادرته دولة الاحتلال الإسرائيلي في ديسمبر 2023، انتقد وينسلاند بشدة فشل المجتمع الدولي في تحقيق حلول سياسية ذات معنى بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين.

قال وينسلاند: “لقد فشلت السياسة، وفشلت الدبلوماسية، وفشل المجتمع الدولي، وفشلت الأطراف”، وأشار إلى أن التركيز على المبادرات الإنسانية قصيرة الأمد في غزة جاء على حساب البحث عن حلول سياسية دائمة.

انعكاسات الأزمة على المنطقة

تعكس الأزمة الراهنة توتر العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة، مما يضيف تعقيدًا جديدًا إلى المشهد السياسي في الشرق الأوسط، ويرى العديد من المراقبين أن رفض دولة الاحتلال الإسرائيلي لتعيين هافيستو يعكس رفضها لتدخل الأمم المتحدة في سياساتها الداخلية والخارجية، كما يُبرز هذا الرفض مخاوف إسرائيل من دعم المجتمع الدولي لحل الدولتين، الذي تعتبره تهديدًا لاستراتيجيتها الإقليمية.

من جهة أخرى، يسلط هذا التطور الضوء على التحديات التي تواجه المجتمع الدولي في إيجاد حلول مستدامة للقضية الفلسطينية، ففي ظل غياب الإرادة السياسية من الأطراف المعنية، يبدو أن الجهود الدبلوماسية ستبقى محدودة الأثر، مما يزيد من احتمالية تصعيد الأوضاع في المنطقة.

 

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى