موقع مصرنا الإخباري:
كما يقولون إن الحظ لا يأتي إلا لمن يستحق، فإن التوفيق أيضًا يلزمه عدالة، حتى يحالف طالبه، ولا حظ لظالم، ولا توفيق لأي فريق عمل تغيب عنه العدالة، وهو ما ظهر جليًا بالأمس، حيث نزلت عدالة السماء على استاد القاهرة، وحصد مدرب الأهلي بيتسو موسيماني ما زرعه من مجاملات متكررة في التشكيل، في صورة سوء توفيق، وغياب عدالة تحكيمية، يساوي غياب عدالته في اختيار لاعبيه.
نقول ذلك بمناسبة ما يحدث في النادي الأهلي من سوء توفيق، وظهور الأداء التجاري عند أغلب لاعبي الفريق، فنادي القرن بات يقدم كرة قدم ارتجالية، تفتقد التنسيق والتنظيم والثقة والتجانس، كما لو أنهم مجموعة من الهواة، ترى جملة منظمة مرة، وجملاً كوميدية مرات، وعشوائية أغلب الوقت، وخطوط غير متجانسة، وربما يكون عدم ثبات التشكيل سببًا، غير أن هناك عوامل خارج الأمور الفنية في الملعب، لها دور فيما يحدث.
لم أر موسيماني مبدعاً يومًا، كما لا أراه سيئًا للدرجة التي تستدعي رحيله، فالرجل مدرب جيد فنيًا، تقليدي ونمطي، ومحافظ، ومتحفظ، وكثيراً ما يرضى بالقليل في الكرة، ويرتبك كثيرًا حين يفاجأ بما لم يتوقع من الخصم، غير أن ما يقدمه المدرب الجنوب أفريقي على مستوى العدالة يقرب يوم رحيله جدًا، ويحبط أمله وآمالنا معه، ألا لو قرر الاستفاقة، ورفع شعار “العدل” في اختيار تشكيلته.
عدالة موسيماني ترى أن اللاعب المالي أليو ديانج من المفترض أن يلعب بديلاً لزميله عمرو السولية، والحقيقة أن هذه تدخل ضمن مواقف وطرائف في كرة القدم، وربما يأتي يومًا ونذكرها ضمن نوادر الكرة، كما نضحك الآن ونحن نتذكر علي معلول وهو يقف على الخط منتظرًا اللعب مكان صبري رحيل لمدة دقائق، في زمن ضحية شريف إكرامي المدرب الهولندي مارتن يول.
عودة لعمرو السولية، فليسامحني خبراء التحليل، لأني من أولئك الذين يبحثون لعمرو السولية عن دور داخل الملعب، فعلى مستوى الدفاع، الرجل يهرول خلف المنافس طوال المباراة، فلا هو الذي يستخلص الكرة، ولا هو القادر على تسليم فريقه معارك الدائرة، وتستطيع أصغر فرق الدوري امتلاك منتصف الملعب من الأهلي، طالما هناك السولية، اللاعب الذي يوحي للجميع أنه يستخلص، وهو لا يستخلص، ويوهم الجميع أنه يقابل، وهو لا يقابل، وأنه يقطع الكرة من الخصم، وهو لا يقطع، أما على مستوى الهجوم فحدث بكل حرج، ولك أن تتخيل أن لاعب الدائرة لا يجيد التمرير الدقيق بوجه قدمه، الداخلي أو الخارجي على حد سواء، وتتركز تمريراته بشكل تقليدي بدائي في الكرة، بباطن القدم أو “بوز الرجل”، ما يجعله عاجزًا عن نقل الفريق بسرعة من الدفاع للهجوم، وعمل تمريرات بينية تمثل خطورة على المنافسين، ومع ذلك فإن عدالة موسيماني ترى أن عمرو السولية أحق من ديانج “العالمي”، وحمدي فتحي “المقاتل”، ويجعله أساسيًا، بينما يتبادل كل منهما شرف الوجود بجانبه!
سيد موسيماني، راجع نفسك، وضميرك، وعدالتك، قبل الأمور الفنية، وأحكم قبضتك على فريق الكرة، قبل أن يفلت منك زمام كل شيء، وفي الأهلي لا ترضى بالقليل، ولا تدلل لاعبًا، ولا تجامل، ولا تظلم، وتجاوز هذه المرحلة المرتبكة، فإن ما يحدث معك في الفترة الأخيرة ليس سوى عدالة السماء، غير أننا لازلنا نرى فيك خيرًا، فلا تخيب ظننا.