موقع مصرنا الإخباري: لا شك إن التعمق في الأحداث التاريخية التي شكلت فلسطين يظهر لنا استمرارية أجيال من المقاتلين الفلسطينيين واستعدادهم للقتال من أجل استقلالهم وأمن وطنهم.
قبل أيام قليلة، شن الكيان الصهيوني عدوانًا جديدًا على الفلسطينيين في الضفة الغربية. وخلال المعارك في جنين وطولكرم، دافع مقاتلو المقاومة الفلسطينية بشجاعة عن أرضهم ومنازلهم وعائلاتهم. وفي كل يوم، يقومون بعمليات بطولية ضد قوات العدو.
كما حدث في سبتمبر 2000، عندما بدأت الانتفاضة الثانية، أصبحت الضفة الغربية مرة أخرى مركزًا للمواجهة. هذه الأرض، ذات التاريخ المليء بالأحداث العظيمة والدرامية، تعرضت مرة أخرى لغزو المركبات المدرعة الصهيونية. لقد اشتعلت شرارة المقاومة الشعبية في لهب متوهج، حيث تقاتل القوات الفلسطينية المحتلين بالسلاح في أيديهم.
قبل 86 عامًا بالضبط، في سبتمبر 1938، كانت هناك أيضًا معارك في هذه المناطق. في ذلك الوقت، قاتل الثوار الفلسطينيون تحت قيادة عبد الرحيم الحاج محمد ضد المستعمرين البريطانيين في نابلس وطولكرم وجنين. كان ذلك أثناء الثورة العربية في فلسطين عندما نهض السكان الأصليون في نضالهم من أجل حريتهم ضد الإمبرياليين والمستوطنين الصهاينة، الذين دعمتهم بريطانيا.
ليس من قبيل المصادفة أن أذكر هذه الأحداث التاريخية. فهي تظهر لنا استمرارية أجيال من المقاتلين الفلسطينيين واستعدادهم للقتال من أجل استقلالهم وأمن وطنهم. ولكن هناك نقطة أخرى مهمة أريد مناقشتها بمزيد من التفصيل.
لقد غزا جيش الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة بقوة هائلة من الدبابات والمركبات المدرعة والطائرات – وهي نفس المعدات العسكرية التي يفخر بها الصهاينة لسنوات. ولكن ماذا رأينا في المستقبل؟
لقد قاوم مقاتلو فصائل المقاومة الفلسطينية عدوان العدو، وانتشرت في مختلف أنحاء العالم مقاطع فيديو لمركبات مدرعة إسرائيلية تتحول إلى معدن محترق بعد إصابتها بقاذفات القنابل اليدوية في شوارع المدن الفلسطينية. وتكبد الكيان الصهيوني خسائر فادحة وتعرض لهزائم عسكرية كبيرة في غزة وخان يونس.
لقد أثبت الفلسطينيون للجميع أن الشعب وليس المعدات العسكرية فقط هو الذي يحقق الانتصارات. فقد واجهوا العدو المتقدم بوابل من الرصاص والرصاص، مما أجبره على التراجع في أماكن عديدة.
واليوم يظهر المحاربون الفلسطينيون شجاعة مثل أسلافهم الشجعان. وهذا ليس مجرد تعاقب لأجيال من مقاتلي المقاومة. هذه هي الشخصية الوطنية للشعب الفلسطيني، المستعد للقتال من أجل حريته.
ومن خلال مشاهدة المقاومة النشطة ضد الغزو الصهيوني في شمال الضفة الغربية، يمكننا أن نرى مرة أخرى تجليات إرادة النصر والشخصية الوطنية المحبة للحرية للشعب الفلسطيني.
إنهم يدافعون عن منازلهم لأن “إسرائيل” تحاول تدميرهم بالقصف وإلقاء أطنان من القنابل والصواريخ على المناطق المدنية.
إنهم يدافعون عن أرضهم، من غزة إلى الضفة الغربية، لأن “إسرائيل” تحاول احتلالها من أجل إنشاء مستوطنات صهيونية غير شرعية في مكانها.
إنهم يقاتلون من أجل حرية واستقلال وطنهم، دولة فلسطين ذات السيادة، في ظروف صعبة حيث يرتكب النظام الصهيوني المدعوم من الغرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني.
إن هذا حقًا مثال للمقاومة التي لا تقهر ولا تقهر.
يُظهر لنا التاريخ أنه من خلال المقاومة النشطة تنتصر الأمم على المحتلين. عندما شنت ألمانيا النازية عدوانها على الاتحاد السوفييتي في عام 1941، وقف الجيش الأحمر والثوار السوفييت جنبًا إلى جنب في الدفاع عن الوطن الأم. لقد انتهى النضال البطولي بالهزيمة الكاملة للمحتلين النازيين وأدى إلى النصر العظيم في مايو 1945.
وبالمثل، عندما غزت الولايات المتحدة فيتنام، كانت المقاومة الحاسمة للمقاتلين الفيتناميين هي التي مكنت البلاد من الحفاظ على استقلالها وفي نهاية المطاف هزيمة المعتدين الأميركيين.
لهذا السبب، من منظور تاريخي، فإن المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد النظام الصهيوني هي نضال. المعركة المركزية في القرن الحادي والعشرين في إطار النضال الدولي ضد الاستعمار تجري في فلسطين. هذه المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الاستيطاني الصهيوني والإمبريالية الغربية ذات نطاق عالمي هائل من أجل خلق نظام عالمي أكثر عدالة وإنصافًا.
لقد أدرجت عدة معالم رئيسية في التاريخ: الانتفاضة ضد المستعمرين البريطانيين في فلسطين في ثلاثينيات القرن العشرين، والانتفاضة الثانية، والمقاومة ضد العدوان “الإسرائيلي” في الضفة الغربية وقطاع غزة في عامي 2023 و2024.
هذا هو توضيح واضح زمنيًا للأحداث البارزة والرائعة.
إن تاريخ النضال الفلسطيني طويل، وتكمن القوة الحقيقية لهذا النضال في شخصية الشعب الفلسطيني ومبادئه وإرادته التي لا تتزعزع. وهو مصدر إلهام لا ينضب لملايين الناس في مختلف أنحاء العالم.
قطاع غزة
فلسطين المحتلة
فصائل المقاومة الفلسطينية
مقاتلو المقاومة الفلسطينية
فلسطين
إبادة غزة
الضفة الغربية
المقاومة الفلسطينية
غزة
القضية الفلسطينية