موقع مصرنا الإخباري: سلط برنامج “تحالف أفضل من النقد” التابع لصندوق الأمم المتحدة لتنمية رأس المال، والذي يضم أكثر من 80 عضوًا من مختلف المنظمات والحكومات، الضوء على جهود مصر، ممثلة في البنك المركزي المصري، لتعزيز الشمول المالي للأشخاص ذوي الإعاقة. نشر التحالف مدونة بعنوان “رحلة مصر الرائدة نحو الشمول المالي للأشخاص ذوي الإعاقة” على موقعه على الإنترنت.
سعياً لتحقيق التقدم المجتمعي والشمول، أعطى البنك المركزي المصري الأولوية للشمول المالي للأشخاص ذوي الإعاقة. ويتماشى هذا التركيز الاستراتيجي بسلاسة مع رؤية مصر 2030، وهي خارطة طريق للتنمية الشاملة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.
على مدار السنوات الماضية، أظهر البنك المركزي المصري تفانيًا لا يتزعزع من خلال المبادرة وتعزيز الابتكارات التي تهدف إلى تعزيز المشهد المالي للأشخاص ذوي الإعاقة. وكان أحد المعالم المحورية في هذه الرحلة هو المسح الوطني الذي أجراه البنك المركزي المصري حول جانب الطلب. قدم هذا المسح رؤى حاسمة دعمت تطوير استراتيجية الشمول المالي التي أطلقت في عام 2022. ويتمثل جوهر هذه الاستراتيجية في تلبية احتياجات جميع شرائح المجتمع، وخاصة الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والشباب والنساء والمؤسسات الصغيرة.
يتجلى النهج الاستباقي للبنك المركزي المصري في وضع اللوائح وإطلاق مبادرات مختلفة بالتعاون مع البنوك العاملة في السوق المصرية. تم تصميم هذه التدابير لتسهيل وتمكين وتبسيط الوصول إلى الخدمات المالية، مع التركيز بشكل خاص على الفئات المهمشة، مثل الأشخاص ذوي الإعاقة.
ومن بين الجهود البارزة إصدار لائحة خاصة لتسهيل الوصول إلى الخدمات والمنتجات المصرفية للأشخاص ذوي الإعاقة. وتلزم هذه اللائحة البنوك بضمان احتضان سياساتها وأنظمتها لهذه الفئة ضمن فئات العملاء، مع تحديد أنواع الإعاقة وفقًا للوثائق الرسمية.
كما دفعت تعليمات البنك المركزي البنوك إلى تنفيذ تدابير ملموسة لتعزيز إمكانية الوصول. ويشمل ذلك إنشاء “زوايا رقمية” مزودة بـ “وحدة اتصال” مخصصة لخدمة العملاء على الكراسي المتحركة، إلى جانب إمكانية الوصول عبر مكالمات الفيديو إلى ممثلي خدمة العملاء الذين يتقنون لغة الإشارة. بالإضافة إلى ذلك، يُطلب من البنوك دمج ميزات مثل “روبوتات الدردشة” على مواقعها على الويب وضمان “توافق قارئ الشاشة” لتسهيل الوصول للعملاء من ذوي الإعاقة البصرية.
تماشياً مع هذه التوجيهات، أجرت البنوك برامج تدريبية شاملة، حيث تلقى أكثر من 9300 موظف تدريبًا على لغة الإشارة وخدمة العملاء للأشخاص ذوي الإعاقة. وعلاوة على ذلك، تم تصميم المنتجات لتلبية الاحتياجات المحددة للأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة في حالة بطاقات الائتمان والخصم، والتي تتميز بأحرف وأرقام بارزة لتحسين الرؤية.
ولتعزيز إمكانية الوصول بشكل أكبر، أصبحت نماذج فتح الحسابات والطلبات متاحة الآن بلغة برايل للعملاء من ذوي الإعاقة البصرية، وتم تجهيز مراكز الاتصال بآليات لمساعدة هؤلاء العملاء في مراقبة حساباتهم والتحقق من المعاملات. كما أصدرت بعض البنوك أنواعًا مختلفة من البطاقات بلغة برايل. بالإضافة إلى ذلك، تقوم البنوك بزيارات منزلية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفر الخدمات المصرفية حسب رغبتهم، وتقدم رسومًا وعمولات مخفضة لتسهيل خطط الادخار.
وإدراكًا لأهمية نشر المعلومات، يفرض البنك المركزي المصري أن تكون جميع المعلومات والكتيبات المصرفية مصحوبة بقراءات صوتية ولغة إشارة للعملاء من ذوي الإعاقة البصرية والسمعية. وعلاوة على ذلك، يتم توثيق المعاملات المصرفية باستخدام الصوت أو الصور، مما يضمن إمكانية الوصول والامتثال للمتطلبات القانونية.
ويمتد الالتزام بإمكانية الوصول إلى البنية التحتية المادية، حيث يتعين على الفروع الجديدة الامتثال لقواعد هندسية محددة لمساعدة العملاء من ذوي الإعاقة. تم تجهيز ماكينات الصراف الآلي بميزات مثل الإضاءة المحسنة ولوحات المفاتيح المكتوبة بطريقة برايل والأرقام ذات المسافات الأوسع وتوافق سماعات الرأس للعملاء من ذوي الإعاقة البصرية، وتم وضعها بشكل استراتيجي في مناطق مريحة ويمكن الوصول إليها بسهولة.
اليوم، تم تجهيز جميع البنوك العاملة في مصر لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يقدم العديد منها منتجات وخدمات مخصصة. وقد أدت الجهود الجماعية للبنك المركزي المصري والبنوك إلى تحسين الثقافة المالية والشمول المالي بين الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل كبير.
يحتفل البنك المركزي المصري بيوم الشمول المالي للأشخاص ذوي الإعاقة كل شهر ديسمبر، بالتزامن مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة. وخلال هذا الوقت، تروج البنوك لمنتجاتها وتسهل فتح الحسابات بدون حد أدنى للرصيد وبدون رسوم.
علاوة على ذلك، فإن التعاون بين البنك المركزي المصري والهيئات الحكومية المصرية والوزارات والشركاء مثل وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة وتؤكد استراتيجية الشمول المالي 2022-2025 على الجهود المبذولة لتعزيز الشمول المالي لجميع شرائح المجتمع، بما يتماشى مع استراتيجية الشمول المالي (2022-2025). أحد الأهداف الرئيسية لهذه الاستراتيجية هو توسيع استخدام الخدمات المالية الرقمية كحجر أساس لتعزيز إمكانية الوصول المالي في جميع أنحاء البلاد.
يتماشى هذا الهدف مع الهدف الأوسع لمصر المتمثل في التحول الرقمي، والذي يهدف إلى تحديث القطاع المالي من خلال الاستفادة من التكنولوجيا لإنشاء خدمات مالية أكثر شمولاً وكفاءة. من خلال الترويج للمدفوعات الرقمية والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول وغيرها من الأدوات المالية الرقمية، تسعى الاستراتيجية إلى جعل الخدمات المالية أكثر سهولة في الوصول إليها، وخاصة للسكان المحرومين مثل الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء والمجتمعات الريفية. لا توفر هذه الحلول الرقمية مزيدًا من الراحة والأمان فحسب، بل تساعد أيضًا في سد الفجوة بين الخدمات المالية الرسمية وتلك المستبعدة تقليديًا من النظام المالي.