موقع مصرنا الإخباري:أبرزت مصر، العضو الجديد في مجموعة البريكس، أهمية النمو الشامل والتعاون بين بلدان الجنوب والشراكات المتعددة الأطراف في تحقيق التنمية المستدامة في الاجتماع السنوي التاسع لمجلس محافظي بنك التنمية الجديد في كيب تاون بجنوب أفريقيا.
تحدثت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية ومحافظ مصر لدى بنك التنمية الجديد، في الاجتماع الذي عقد في الفترة من 28 إلى 31 أغسطس تحت شعار “الاستثمار في مستقبل مستدام”. وحضر الاجتماع رئيسة بنك التنمية الجديد ديلما روسيف، ومحافظو الدول الأعضاء، وممثلو قطاع الأعمال، وأصحاب المصلحة.
وفي كلمتها، أعربت المشاط عن امتنانها لجنوب أفريقيا لاستضافتها الاجتماع ودعمها المستمر لبنك التنمية الجديد.
وأبرزت انضمام مصر لمجموعة البريكس هذا العام كدليل على توافق الرؤى والأهداف بين دول البريكس لتعزيز النمو الشامل من خلال التعاون بين الأسواق الناشئة والنامية.
وقالت المشاط: “إن انضمام مصر لمجموعة البريكس يعكس توافق الرؤى والأهداف التنموية المشتركة. ونحن نعمل على تعزيز النمو الشامل من خلال تعزيز الشراكات مع أعضاء بنك التنمية الجديد”.
وأشارت المشاط إلى أن مصر مستعدة تمامًا للعمل جنبًا إلى جنب مع الدول الشريكة لتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والمساهمة في الرخاء المتبادل والتنمية العالمية. وسلطت الضوء على أهمية إنشاء أطر مؤسسية للتعاون بين دول البريكس لتشجيع الجهود الرامية إلى جذب المزيد من الاستثمارات.
وقالت: “إن إنشاء أطر مؤسسية للتعاون بين دول البريكس يحفز الجهود الرامية إلى جذب المزيد من الاستثمارات”.
وأكدت المشاط إيمان مصر بقوة التعاون المتعدد الأطراف، خاصة في ظل موقعها الاستراتيجي الذي يربط بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، وهو ما يعزز دور مصر في التعاون الاقتصادي بين بلدان الجنوب ويساهم في أجندة التنمية العالمية.
وقالت المشاط: “تلعب بنوك التنمية المتعددة الأطراف دورًا حاسمًا في سد فجوة التمويل في البلدان النامية وتشجيع الاستثمارات الخاصة”.
وناقشت المشاط برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل في مصر، الذي تم تنفيذه على مدى العقد الماضي، بهدف استعادة الاستقرار الاقتصادي الكلي وتعزيز النمو الشامل والجيد. وبينما أقرت بالإنجازات المهمة، بما في ذلك تحسين الظروف المالية، وثقة المستثمرين، وخلق فرص العمل، أقرت بالتحديات المتبقية بسبب الصدمات الخارجية وعدم الاستقرار الاقتصادي العالمي.
وأبرزت أهمية دور مصر في استضافة المنتدى الأول لبنك التنمية الجديد في مصر، بعنوان “استكشاف آفاق جديدة”، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي في يونيو الماضي. ويعزز هذا المنتدى، الأول من نوعه في دولة من دول مجموعة البريكس +، التعاون بين المجموعة والأسواق الناشئة والنامية الأخرى لدفع مبادرات التنمية المستدامة.
وقالت المشاط “إننا ننفذ برنامج إصلاح اقتصادي وهيكلي شامل لتعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي”.
وأكدت المشاط على الدور المحوري للمؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية المتعددة الأطراف، بما في ذلك بنك التنمية الجديد، في معالجة احتياجات البنية التحتية الهائلة في الأسواق الناشئة والنامية. وأشارت إلى أن أفريقيا وحدها تواجه فجوة تمويل البنية التحتية بقيمة 108 مليار دولار سنويًا، مؤكدة على أهمية دور البنك في توفير الموارد المالية وتحفيز الاستثمارات الخاصة وتعزيز ترتيبات التمويل المشترك لتعزيز التأثير الجماعي.
وناقشت المشاط تركيز مصر على تعزيز العمل المناخي من خلال مبادرات الطاقة الخضراء كجزء من استراتيجيتها الوطنية للمناخ. وذكرت برنامج “NWFE”، وهو عبارة عن ترابط بين مشاريع المياه والغذاء والطاقة، والذي يهدف إلى تسريع أجندة المناخ الوطنية، وتعبئة تمويل المناخ، وجذب الاستثمارات الخاصة لدعم التحول الأخضر في مصر. وأعربت عن أملها في دعم البنك في هذا المجال، سواء من خلال التمويل المباشر أو المساعدة الفنية.
وقالت المشاط “إننا ملتزمون بتعزيز التنمية المستدامة، التي أصبحت ذات أهمية متزايدة خلال هذه الأوقات الصعبة”.
وأبرزت المشاط دور مجموعة العشرين في دعم بنوك التنمية المتعددة الأطراف لمساعدة مختلف البلدان في تحقيق التنمية المستدامة. وأشارت إلى أن التعاون بين بلدان الجنوب يشكل حجر الزاوية في استراتيجيات الأسواق الناشئة والنامية لتبادل المعرفة وأفضل الممارسات. ويمكن لبنك التنمية الجديد تسهيل هذا التعاون من خلال توفير منصة للاقتصادات الناشئة.
“يشكل التعاون بين بلدان الجنوب حجر الزاوية في استراتيجيات الأسواق الناشئة والنامية لتبادل المعرفة والتشارك في المعرفة”.
وقالت المشاط “إننا ندرك أن الممارسات الدولية هي أساس التنمية المستدامة”.
وأكدت المشاط التزام مصر الراسخ بدعم بنك التنمية الجديد في تحقيق مهمته المشتركة المتمثلة في تعزيز التنمية المستدامة في الجنوب العالمي وأعربت عن تطلعها إلى استمرار التعاون والنتائج الملموسة من اجتماع هذا العام، مما يضمن بقاء البنك في طليعة الجهود العالمية لخلق عالم عادل وأكثر استدامة وازدهارًا.
وفي الختام، أكدت الوزيرة المشاط على عدة نقاط رئيسية، بما في ذلك “ملكية الدولة”، والعمل التعاوني بين مختلف بنوك التنمية المتعددة الأطراف، وأهمية الوضوح في خطط البلدان. وسلطت الضوء على أهمية مبادرات بنك التنمية الجديد، مثل إطار كفاية رأس المال والمناقشات حول التمويل بالعملة المحلية، كأدوات أساسية لتعزيز التنمية العالمية.