أفاد مراسل الجزيرة بأن الاتحاد الأوروبي اعتمد إجراءات تقييدية ضد 6 أفراد متورطين فيما وصفها بأنشطة “تقوّض الاستقرار” في السودان، في وقت نفى فيه الجيش السوداني تصفية أسرى.
وقال المراسل إن العقوبات الأوروبية تشمل شخصيات من الدعم السريع والجيش السوداني وتتضمن تجميد الأصول.
وذكرت رويترز أن القائمة تشمل قائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور، والذي قال مجلس الاتحاد الأوروبي إنه مسؤول عن ارتكاب فظائع وتحريض على القتل بدوافع عرقية، والعنف الجنسي ونهب وحرق الممتلكات.
ومن بين من شملتهم العقوبات أيضًا، المستشار المالي لقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى زعيم قبلي بارز من عشيرة المحاميد موال لقوات الدعم السريع في غرب دارفور.
ومن جانب الجيش السوداني، تستهدف العقوبات مدير أنظمة الصناعة الدفاعية وقائد القوات الجوية لمسؤوليتهما عن “قصف جوي عشوائي على مناطق سكنية مكتظة بالسكان”، حسبما ذكر مجلس الاتحاد الأوروبي.
وكذلك ضمت قائمة العقوبات وزير الخارجية السوداني الأسبق علي كرتي.
ويخضع الأفراد الـ6 لتجميد الأصول وحظر السفر إلى الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة.
وتأتي العقوبات الأوروبية فيما تتصاعد الاشتباكات بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع في عدد من المناطق بالبلاد والمستمرة منذ أبريل/نيسان 2023.
اشتباكات عنيفة
وتدور اشتباكات عنيفة خلّفت قتلى وجرحى بالعاصمة الخرطوم (وسط)، ومدينتي الفاشر مركز ولاية شمال دارفور (غرب)، والفولة مركز ولاية غرب كردفان (جنوب).
وقال مراسل الجزيرة إن طائرات الجيش السوداني شنت غارات كثيفة ومتتالية على عدد من مواقع قوات الدعم السريع شرقي وشمالي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأضاف أن أعمدة دخان كثيف تصاعدت من المواقع المستهدفة كما سُمع دوي انفجارات عنيفة في محيط الفاشر. وأشار إلى أن قوات الدعم السريع قصفت الفاشر مساء أمس في غارات وصفت بأنها الأعنف منذ اندلاع الحرب.
وتشهد الفاشر منذ أكثر من شهر معارك عنيفة بين الجيش والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح من جانب وبين قوات الدعم السريع من جانب آخر، مما تسبب في مقتل وإصابة العشرات وتشريد الآلاف من سكان المدينة ومن نزحوا إليها.
وقصف الجيش كذلك مواقع تابعة لقوات الدعم السريع بالطائرات والمدفعية، وسط مدينة الخرطوم والخرطوم بحري.
كما أفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش قصف أمس الأحد بالمدفعية الثقيلة مواقع لقوات الدعم السريع حول حييْ الكدرو والحلفايا، شمالي مدينة الخرطوم بحري، إضافة إلى مواقع أخرى جنوبي مدينة أم درمان.
الجيش ينفي تصفية أسرى
في سياق متصل، نفى المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله في بيان تورط جنود تابعين للجيش في تصفية أسرى.
وأكد المتحدث باسم الجيش أمس الأحد، أن المقطع المصور الذي جرى تداوله في منصات التواصل الاجتماعي يظهر من خلاله جنود مزعومون يقومون بقتل أسرى بعد معاملتهم بشكل لا يتسق مع قوانين وأعراف الحرب، هو مقطع مفبرك من قبل الخلايا الإعلامية التابعة لقوات الدعم السريع.
وأضاف المتحدث أن هذه الممارسات لا يمكن أن تصدر من أفراد القوات المسلحة التي “تلتزم طوال تاريخها بالقانون الدولي الإنساني”، حسب البيان.
واتهم البيان قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ممنهجة وهمجية غير مسبوقة في تاريخ الحروب، مشيرا إلى تصفية أسرى مدينة الفولة بولاية غرب كردفان وتدمير محطة بحري الحرارية لتوليد الكهرباء قبل يومين.
وقال الجيش إنه لن ينجرّ لما “سماه بالدرك الأخلاقي السحيق الذي ترزح تحته المليشيا (يقصد الدعم السريع)”، وتعهد بتمسك القوات المسلحة بالتزاماتها تجاه القانون الدولي الإنساني، حسب تعبير البيان.
ويعيش السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 على وقع معارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) لا تزال حصيلتها غير واضحة، في حين تشير تقديرات إلى أنها قد تصل إلى 150 ألفا بين قتيل وجريح.
كما سجل السودان منذ بدء المعارك قرابة 10 ملايين نازح داخليا وخارجيا بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، كما دُمرت إلى حد كبير البنية التحتية في هذا البلد الذي بات سكانه مهددين بخطر المجاعة.
المصدر : الجزيرة + وكالات