قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -اليوم الأربعاء- إن العملية العسكرية في رفح بجنوب قطاع غزة ستستغرق أسابيع، مضيفا أن إسرائيل لا يمكن أن تترك حماس تستعيد السيطرة على غزة.
وفي مقابلة مع وسائل إعلام أميركية بينها شبكتا “سي إن إن” و”سي إن بي سي”، رد نتنياهو على سؤال عما إذا كانت قواته ستقوم باجتياح كامل لرفح، بأن العملية التي بدأت قبل 10 أيام “تتم بمسؤولية” وستكون على مراحل.
وفي بيان منفصل، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لم تحدث ولن تحدث كارثة إنسانية في رفح على الرغم من إقراره بتهجير نصف مليون فلسطيني مما سماها مناطق القتال بالمدينة.
وقال إنه لن يكون هناك أي طرف على استعداد لتولي الإدارة المدنية في غزة قبل التأكد من أن حماس لا تسيطر على القطاع عسكريا، معتبرا أن ترك الحركة في مكانها سيشكل تهديدا لمن سيخلفها.
وردا على المطالبين بخطة لما بعد الحرب على غزة، بمن فيهم منتقدوه داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية وكذلك الإدارة الأميركية، قال نتنياهو إن الحديث عن “اليوم التالي” للحرب في غزة فارغ من المضمون ما دامت حركة حماس قائمة.
كما قال إن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين بإقامة دولة قد “تهاجمها بقوة”، ولن تسمح للأمم المتحدة بمنعها مما سماه الدفاع عن النفس.
وفي ما يتعلق بحجب الإدارة الأميركية شحنة من القنابل، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي عن أمله في التغلب على هذا الأمر والحصول على المساعدة العسكرية الأميركية، وأكد أن إسرائيل تسعى لتقليل الخلافات مع الإدارة الأميركية لكنها ستفعل ما يتعين عليها عندما يكون بقاؤها على المحك.
وكان موقع “والا” العبري ذكر أن نتنياهو قال في اجتماع مع مجلس وزراء الحرب بعد تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن من تجاوز خطه الأحمر بالنسبة لرفح “نحن لسنا ولاية تابعة للولايات المتحدة”.
الحكم العسكري
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم إنه سيعارض أي حكم عسكري إسرائيلي لقطاع غزة لأنه سيكون دمويا ومكلفا وسيستمر أعواما، وفق تعبيره.
وأضاف غالانت في مؤتمر صحفي بتل أبيب أنه يدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إعلان أن إسرائيل لن تسيطر مدنيا على قطاع غزة وإيجاد بديل لحركة حماس.
وتابع أن جهوده لإثارة قضية الحكم في غزة بعد الحرب لم تجد استجابة من قبل حكومة نتنياهو، مشيرا إلى أن نهاية العمليات العسكرية في غزة تتطلب عملا سياسيا في اليوم التالي للحرب.
وفي السياق، أشار إلى أنه دعم بعد اندلاع الحرب خطة لتكوين إدارة فلسطينية جديدة لا صلة لها بحركة حماس لكنه لم يجد استجابة من الحكومة.
كما قال الوزير الإسرائيلي إنه يجب العمل على إيجاد بدائل مدنية لحماس شريطة ألا تكون معادية لإسرائيل، بحسب تعبيره.
وزعم أن قدرة كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، على العمل ضد إسرائيل تقلصت، وأن الجيش يحاول القضاء على الكتائب الأربع المتبقية للقسام في رفح.
وردا على تصريحات غالانت، دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لاستبدال وزير الدفاع من أجل تحقيق أهداف الحرب على غزة.
صفقة الأسرى أهم
وفي سياق متصل قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد للإذاعة الرسمية اليوم إن إبرام صفقة تبادل أسرى وإعادة المحتجزين في غزة أهم من عملية عسكرية في رفح.
ووصف لبيد تصرف الحكومة الإسرائيلية تجاه مصر بأنه سلوك هواة، وفق تعبيره.
وأشار إلى أنه لا يمكن التحرك عسكريا في رفح قبل تنسيق المواقف مع مصر والولايات المتحدة.
وكان زعيم المعارضة الإسرائيلية انتقد مرارا سياسات رئيس الوزراء واتهمه بالمماطلة في إبرام صفقة تبادل لحسابات سياسية شخصية.
كما طالب لبيد وعضو مجلس الحرب بيني غانتس بإجراء انتخابات مبكرة.
المصدر : الجزيرة + وكالات