موقع مصرنا الإخباري:
نحن فى شهر أمشير، وهو شهر تظل فيه الأحوال الجوية غير مستقرة، وعلى مدى قرون تعامل المصريون مع الشهر على أنه غير مستقر، ويتضمن أياما ممطرة باردة ورياحا وترابا وشبورة، ويقولون فى المثل: «أمشير أبو الزعابيب الكتير»، و«برد أمشير يخلى العظم على الكوم يسير».
وكان الفلاحون على مدى العصور يتعاملون فى الزرع والحصاد مع الشهور القبطية، وبالتالى معروف أن أمشير فيه أيام شديدة البرودة.
وعليه فقد أعلنت هيئة الأرصاد الجوية قبل أيام أن الطقس غير مستقر، وسيشهد انخفاضا فى درجات الحرارة، ورياحا وبعض العواصف، وأمطارا شديدة فى الشمال والغرب، خفيفة ومتوسطة فى القاهرة.
إلى هنا والموضوع عادى ومتوقع، لكن كالعادة فى ظل انتشار خبراء الهبد الكونى، خرج علينا شخص مدع، يطلق على نفسه الدكتور فلان، رئيس مركز تغير المناخ فى مكان ما، ونشر تسجيلا صوتيا حذر من موجة من البرد، الأشد منذ سنوات طوال، يومى 16 إلى 18 فبراير، ويرجح أن تتساقط الثلوج على «القاهرة، والجيزة، والدلتا»، وأنها حالة غير مسبوقة، وبرد لم تشهده مصر من قبل.
انتشر التسجيل الصوتى، ونقلت بعض المواقع ووكالات الأنباء، ولجأ خبراء الهبد الطقسى للتجويد، فأضافوا أن هناك عاصفة التنين، وعواصف وأحداثا غير مسبوقة، وبالرغم من أن هيئة الأرصاد اضطرت لإصدار بيانات تكذب فيها هذا الكلام، وتؤكد أن البرد هو العادى، إلا أن بعض المواقع نقلت عن الخبير إياه هذا الكلام المثير للأتربة والتهجيص، عدد من خبراء الولا حاجة تحولوا فجأة إلى خبراء أرصاد، وكل واحد منهم ماسك حديدة وطالع ينشر بوستات ورسائل صوتية وفيديوهات تخوف، اللى يقول عاصفة التنين، واللى ديناصور، وحالة من التجويد التهجيصى لناس غالبا ليست لهم علاقة بالطقس ولا بالأرصاد.
بعد انتهاء الموضوع مرت الحالة بشكل عادى، وكما هو متوقع، مطر فى بعض المناطق، وأمطار أكثر غزارة بالإسكندرية والدلتا، ليس فيها أى شىء غير طبيعى، ولو رجعنا إلى خبراء الهبد الطقسى لوجدنا نفس هذه التوقعات الهلامية طوال سنوات سابقة، وهى تنبؤات على مواقع التواصل، تسبب خوفا ورعبا، وتدخل ضمن نشر الأكاذيب، ولو كان الشخص المزعوم بالفعل فى هيئة علمية، يفترض أن يتم سؤاله عن مصادر هذا «الهبد» الذى تسبب فى ذعر غير مفهوم، فضلا عن أنه يتعارض مع تقارير الجهات المخول لها أن تتحدث، ونتذكر أحد كبار الهجاصين قبل عامين خرج وأثار خوف الناس من إعصار مدمر فى البحر المتوسط، يضرب مصر والشرق الأوسط، مستغلا أنه يحمل اسم « ناسا» ونسب هذا الكذب إلى صحف ومواقع عالمية، وكذبه الخبراء، وقالوا إن البحر المتوسط يستحيل أن تكون فيه أعاصير، ومع هذا ما يزال يواصل تهجيصاته.
المهم أن البرد والمطر والرياح هى نفسها التى تتكرر عبر آلاف السنين فى «أمشير»، ومع هذا فإن الدكتور «هباد الطقساوى»، لم يعتذر عن هبداته وأكاذيبه، ولو كان بالفعل يعمل فى مركز تنبؤات الطقس، لعرف أن أمشير يأتى ومعه أيام ساخنة وأخرى باردة وممطرة، وزعابيب، لكنه لن يعتذر، مثل هباد ناسا الهجاص، الذى يتغذى على الأكاذيب.