نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين أن طهران يجب أن ترد بشكل مباشر على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق لخلق الردع. وأوضحت المصادر أن إيران قد وضعت قواتها المسلحة في “حالة تأهب قصوى وتم اتخاذ قرار بأنه يجب الرد مباشرة”، وذلك ضمن التوترات الأمنية وتهديدات إيران بالرد على القصف الإسرائيلي الذي استهدف القسم القنصلي بسفارتها في دمشق وأسفر عن مقتل 13 شخصا، بينهم قادة ومستشارون في الحرس الثوري الإيراني، منهم العميد محمد رضا زاهدي أحد قادة فيلق القدس، ومساعده العميد محمد هادي حاج رحيمي. يترافق ذلك مع ما تذكره تقارير أميركية عن استعداد الولايات المتحدة لهجوم إيراني “كبير” قد يأتي خلال هذا الأسبوع، سيشمل -وفق تقييمهم- “سربًا من الطائرات من دون طيار وصواريخ كروز ضد أصول إسرائيلية أو أميركية في المنطقة”. ويعتقد كبار المسؤولين الأميركيين أن الهجوم الإيراني “حتمي”، وأن الموقع الذي سينطلق منه الهجوم غير معروف، سواء كان إيران أو سوريا أو العراق، وفقا لما نقلته شبكة “سي بي إس” عن مصادر أميركية. ورغم أن توقيت وهدف الهجوم الإيراني المتوقع غير معروفين، فإن المصادر التي تحدثت مع شبكة “سي بي إس” قالت إن “الرد المتناسب على هجوم دمشق سيكون ضرب منشأة دبلوماسية إسرائيلية”. وصرح مصدر دبلوماسي إسرائيلي لصحيفة “هآرتس” -أمس الجمعة- بأن نحو 30 سفارة إسرائيلية في جميع أنحاء العالم أغلقت أبوابها الجمعة، وسط مخاوف من هجوم إيراني انتقامي. وقال المصدر أيضًا إن الإجراءات الأمنية شُددت في جميع أنحاء المؤسسات الإسرائيلية في أنحاء العالم كافة منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي الذي نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية ضد أهداف إسرائيلية. والأربعاء الماضي، أفاد إعلام إسرائيلي بأن السلطات في تل أبيب تدرس فتح الملاجئ العامة على خلفية التوترات الأمنية بعد تهديدات إيران بالرد على القصف الإسرائيلي الذي استهدف القسم القنصلي بسفارتها في دمشق. وأكد موقع “والا” الإسرائيلي أن الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي ستطلق قريبا ما سماها حملة لإعداد المواطنين وتهيئتهم لتصعيد كبير على الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا، في حين نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عاموس يادلين قوله إنه لن يتفاجأ إذا أطلقت إيران صواريخ مباشرة على إسرائيل. خامنئي خلال تشييع عناصر من الحرس الثوري قتلوا في الهجوم على القنصلية الإيرانية بدمشق (رويترز) وفي وقت سابق، نقلت تقارير عن مسؤولين إيرانيين -من بينهم السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري- قوله إن “هذا العمل سيؤدي إلى رد حاسم من جانبنا”. واعتبرت الخارجية الإيرانية الهجوم على القنصلية عملا عدائيا وانتهاكا للقانون الدولي، مشيرة إلى أنها تدرس أبعاد الهجوم وحمّلت إسرائيل مسؤولية وتداعيات ذلك، وأن طهران تحتفظ بحقها في اتخاذ الإجراءات المضادة على الهجوم ونوع الرد وشكل “العقاب”. كما توعد المرشد الإيراني علي خامنئي إسرائيل، قائلا -عبر حسابه على منصة إكس- إنها “ستتلقى صفعة لاستهدافها القنصلية الإيرانية في دمشق”، مؤكدا أن “إيران سترد على الضربة”. ومنذ بدء حربها المستمرة على قطاع غزة لليوم الـ183، كثفت إسرائيل شن غارات على ما تسميها أهدافا وبنى لحزب الله بلبنان والحرس الثوري الإيراني في سوريا إلى جانب استهدافها بعض القوات السورية.
المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + الصحافة الإسرائيلية