موقع مصرنا الإخباري:
مع تحول الحرب في غزة إلى واجهة ومركز في مختلف أنحاء العالم، يتساءل كثيرون الآن عن جغرافية القطاع الساحلي، وتاريخه، وكيف وصلت حماس إلى السلطة في هذه المنطقة. ونعتزم في هذا التقرير استعراض التطورات التاريخية التي شهدتها غزة في القرون الأخيرة، خاصة بعد الهجوم الصهيوني على فلسطين.
غزة من الحكم العثماني إلى اتفاقيات أوسلو
كانت غزة جزءاً من الإمبراطورية العثمانية قبل الحرب العالمية الأولى. وبعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطورية العثمانية، سيطرت فرنسا وإنجلترا على أراضي الأتراك بموجب خطة عصبة الأمم. وفي قسمي باريس ولندن، أصبحت أراضي فلسطين وغزة تحت السيطرة البريطانية. كانت غزة تديرها القوات البريطانية من العشرينيات إلى الأربعينيات من القرن الماضي حتى دخل المهاجرون اليهود فلسطين وبدأوا في احتلال أراضي البلاد. واضطر عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى الفرار من أراضي أجدادهم خلال النكبة واللجوء إلى المناطق المجاورة، ومن بينها غزة التي أصبحت فيما بعد تحت السيطرة المصرية.
الاحتلال الإسرائيلي لغزة
بعد حرب الأيام الستة بين إسرائيل والعرب والهزيمة الفادحة لدول المنطقة عام 1967، دخل النظام الإسرائيلي إلى غزة واحتل القطاع. وكانت غزة رسميا تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى أوائل التسعينيات. وخلال هذه السنوات، بنى الصهاينة العديد من المستوطنات هناك، مما أدى إلى توترات بين المسلمين واليهود الصهاينة. أصل الانتفاضة الفلسطينية المعروفة باسم “الانتفاضة الأولى” هو غزة. اندلعت الشرارة الأولى للانتفاضة عندما سحق سائق شاحنة إسرائيلي عدداً من العمال الفلسطينيين بالقرب من جدار “إيرز”. أدى هذا الحدث إلى سنوات من الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وانتهى في نهاية المطاف في عام 1993 بعد توقيع اتفاقيات أوسلو.
وبموجب اتفاقيات أوسلو التي وقعها النظام الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية، تم تحرير غزة من الاحتلال الإسرائيلي وإدارتها من قبل قوات ياسر عرفات.
الصراعات بين فتح وحماس
وعلى الرغم من توقيع اتفاقيات أوسلو في عام 1993، إلا أن الإسرائيليين ظلوا في غزة حتى نهاية الانتفاضة الثانية في عام 2005 واستمروا في بناء المستوطنات هناك. وتم إخلاء المستوطنات كجزء من الانسحاب الإسرائيلي من غزة في عام 2005، وسيطرت فتح أو السلطة الفلسطينية بشكل كامل على غزة.
كان حكم فتح في غزة قصير الأمد. وبعد عام واحد فقط، في عام 2006، فازت حماس، التي تعتبر معارضة لفتح، بالانتخابات البرلمانية في فلسطين وفازت بأغلبية المقاعد. وقام محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، بتعيين إسماعيل هنية، زعيم حماس، رئيساً للوزراء، لكن الخلافات بين الاثنين تصاعدت إلى حد أن عباس أقال هنية من منصبه. وفي غزة اندلعت حرب قصيرة بين حماس وفتح. وفي نهاية الحرب، سقط الساحل الجنوبي الغربي في أيدي فتح أو السلطة الفلسطينية، كما سقطت غزة في أيدي حماس، مع تولي إسماعيل هنية وحزبه السلطة رسمياً في غزة.
عصر المقاومة
منذ عام 2006 وحتى الآن، تعتبر حماس القوة الرئيسية في غزة وتتمتع بشعبية متزايدة على مر السنين مقارنة بالسلطة الفلسطينية، التي يُنظر إليها على أنها تابعة لإسرائيل في الضفة الغربية. منذ سيطرة حماس على القطاع، ظل قطاع غزة تحت الحصار البري والبحري والجوي الإسرائيلي والمصري. ومن ناحية أخرى، قامت إسرائيل ببناء العديد من المستوطنات بالقرب من غزة منذ عام 2006 وحاصرت هذه المنطقة عمليا. ويمنع الحصار الإسرائيلي المشدد حرية دخول أو خروج الأشخاص والبضائع. وأثارت هذه الأحداث التوترات بين إسرائيل وغزة وأدت إلى صراعات مختلفة. منذ عام 2006 وحتى الآن، شنت إسرائيل عدة حروب وحشية على غزة.
ديسمبر 2008 – يناير 2009: الجولة الأولى من الهجمات الإسرائيلية المدمرة على غزة تبدأ في 27 ديسمبر 2008، وتستمر لمدة ثلاثة أسابيع، وتنتهي في 18 يناير 2009. تميزت الحرب بغارات جوية مكثفة وعمليات برية وهجمات بحرية شنتها إسرائيل. القوات. ويؤدي الصراع إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين في غزة، حيث تشير التقديرات إلى مقتل حوالي 1400 فلسطيني، بما في ذلك العديد من المدنيين والنساء والأطفال.
نوفمبر 2012: إسرائيل تستهدف وتقتل القائد العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، مما أدى إلى ثمانية أيام من الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
يوليو/تموز – أغسطس/آب 2014: أدى أسر حماس لثلاثة مستوطنين إسرائيليين إلى اندلاع صراع دام سبعة أسابيع، مما أدى إلى مقتل أكثر من 2100 فلسطيني في غزة و73 إسرائيليًا، من بينهم 67 جنديًا.
مارس/آذار 2018: انطلاق المظاهرات الفلسطينية على حدود غزة المحصنة مع إسرائيل، مما دفع القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار للسيطرة على الحشود. وفقد أكثر من 170 فلسطينيًا حياتهم خلال الاحتجاجات التي استمرت لعدة أشهر، مما أدى إلى اشتباكات بين حماس والقوات العسكرية الإسرائيلية.
مايو 2021: بعد أسابيع من التوتر خلال شهر رمضان، أصيب عدد كبير من الفلسطينيين بجروح على يد قوات الأمن الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى في القدس المحتلة. حماس تطالب بإزالة الأمن الإسرائيلي القوى المؤثرة من المجمع. ردا على إطلاق صواريخ مزعومة من غزة، شنت إسرائيل غارات جوية على القطاع. واستمر الصراع الذي تلا ذلك لمدة 11 يومًا، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 260 شخصًا في غزة و13 شخصًا في إسرائيل.
أغسطس 2022: الطائرات الإسرائيلية تنفذ غارات جوية جديدة أودت بحياة أكثر من 30 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال. ردا على ذلك، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية عدة صواريخ على إسرائيل بعد مقتل اثنين من قادتها في الغارات الجوية.
أكتوبر 2023: إسرائيل تشن حرب إبادة جماعية على غزة بعد أن نفذت حماس عملية اقتحام الأقصى داخل الأراضي المحتلة في 7 أكتوبر. وقد تم وصف الهجوم الذي لا يزال مستمراً بأنه الحرب الأكثر تدميراً في القرن الحادي والعشرين، مما أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 30 ألف مدني.