اتهم كاتب إسباني في صحيفة “إلباييس” إسرائيل باستخدام التجويع سلاحَ حرب في قطاع غزة، وبالمماطلة في الاستجابة لمطالب وقف إطلاق النار، والتشبث باقتحام منطقة رفح رغم الضغوطات الدولية. وفي مقال رأي بعنوان “الجوع سلاح حرب”، كتب لويس باسيتس أن غزة تغرق في الموت والجوع في حرب تنوعت وامتزجت فيها أنماط الرعب الإسرائيلية من الحصار والحرب الإلكترونية إلى تقطير المعونة الإنسانية لزيادة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وتساءل باسيتس إن ظل في الإدارة الأميركية من يستطيع إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتغيير موقفه بعدما أصم أذنيه عن نداءات وقف إطلاق النار. وقال الكاتب الإسباني إن نتنياهو لا يستجيب لمطالب وقف الحرب التي يدعو إليها الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار أركان إدارته وبينهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جايك سوليفان، كما أنه ضرب عرض الحائط بدعوات مسؤولين أوروبيين ومنظمات غوث إنساني ومؤسسات دولية بينها منظمة الأغذية والزراعة (فاو) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبطبيعة الحال الجمعية العامة والأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش. دعم يتراجع وقال باسيتس إنه من الواضح أن إسرائيل تستخدم التجويع سلاحَ حرب، كما ندد به مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وإن الجميع توقف عن دعمها دعما غير مشروط باستثناء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي يتهم من يدينها من خصومه الديمقراطيين بمعاداة السامية، بمن فيهم، بل وخاصة اليهود منهم. ولا يعبأ نتنياهو -حسب الكاتب- لكل ذلك ويتشبث باقتحام منطقة رفح، وهو إن لم يفعل ذلك بعد فبسبب مفاوضات إطلاق المحتجزين في غزة ومحادثات الهدنة التي يرفض رفضا قاطعا أن تكون دائمة. وأضاف الكاتب الإسباني أن وقف إطلاق النار إن حدث، سيزيد الضغط على نتنياهو ليقلع عن فكرة الزحف على آخر منطقة لم تدخلها بعد القوات الإسرائيلية في القطاع، لكن محادثات الهدنة إن انهارت بالمقابل فإنه سيبدأ فورا عملية الاقتحام التي يزعم أنه جهز لها ما يمنع وقوع كارثة إنسانية في منطقة مكتظة عن آخرها بسكانها وبمن تدفق عليها من نازحين. واعتبر باسيتس الزعم الإسرائيلي بالرغبة في حماية السكان سخيفا، وذكّر بأن الأشهر الخمسة الأخيرة أثبتت أن مصير هؤلاء ليس على رأس أولويات رئيس الوزراء الإسرائيلي. حرج أميركي ويقول باسيتس إن الرئيس بايدن بات يعبر علنا عن حرجه من التعنت الإسرائيلي، في ضوء رأي عام أميركي يدرك ما يجري في القطاع، وفي ضوء انتخابات رئاسية وشيكة. وأضاف أن بايدن يعرف أن نتنياهو تحدوه أهداف عسكرية فقط، ولا يحمل إستراتيجية سياسية لغزة، فهو لا يريد أن تدير السلطة الوطنية الفلسطينية القطاع، ولا دورا للأمم المتحدة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ويرفض حل الدولتين، وكثيرون يخشون أن يكون صمته تمهيدا لتجسيد مقترحات شركاء حكمه المتطرفين الراغبين في طرد الفلسطينيين من غزة والسيطرة عليها كليا. واختتم باسيتس مقاله معتبرا أن نتنياهو يجيد ما بات تخصصا إسرائيليا بامتياز وهو لعبة كسب الوقت التي سمحت حتى الآن مثلا بمواصلة احتلال الأراضي الفلسطينية، وهو يتحين بذلك ظروفا أكثر ملاءمة لإسرائيل كأنْ يعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى سدة الحكم.
المصدر : إلباييس الإسبانيّة