موقع مصرنا الإخباري:
هددت مجموعة الدول السبع الكبرى إيران الجمعة قائلة إنها ستواجه “إجراءات جديدة ومهمة” إذا قررت إعطاء روسيا صواريخ باليستية لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.
وبعد ذلك، قال مسؤول أمريكي كبير إن حظر رحلات الخطوط الجوية الإيرانية إلى أوروبا قد يكون أحد هذه الإجراءات.
وعلى الرغم من اعتراف واشنطن بأنها لا تعتقد أن إيران قد نقلت أي صواريخ إلى روسيا، فإن التحذير الأخير الصادر ضد إيران يكشف المزيد عن المأزق الذي تعاني منه أوروبا أكثر من دور طهران المزعوم في حرب أوكرانيا. وهو يسلط الضوء على حقيقة أن أوروبا دخلت في فخ أمني نصبته الولايات المتحدة، وأنها لن تكون قادرة على التحرر منه دون إعادة تقييم علاقتها مع واشنطن.
ما هي الصواريخ الباليستية التي تمتلكها إيران؟
وتفتخر إيران بمخزون واسع ومتنوع من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز محلية الصنع، ومن بينها سلسلة صواريخ “فتح” التي تبرز كواحدة من أسلحتها الأكثر تقدماً.
ويتميز الطراز الأولي، Fattah-I، الذي تم الكشف عنه في يونيو 2023، بمدى يصل إلى 1400 كيلومتر. ويتميز بمحرك كروي يعمل بالوقود الصلب، مع فوهة مرنة تمكن الصاروخ من الحركة في كل الاتجاهات.
في المقابل، تم تجهيز نسخة لاحقة تسمى فتاح-2 برأس حربي لمركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت (HGV)، مما يسمح للصاروخ الباليستي بتغيير مساره بشكل كبير بعد الإطلاق وتحقيق سرعات تتراوح من 5 إلى 20 ماخ، اعتمادًا على تصميمه والغرض منه. وظيفة.
وإلى جانب سلسلة “فتح”، تمتلك إيران في ترسانتها مجموعة متنوعة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى والبعيدة المدى. ومن بينها مجموعات الأسلحة شهاب وفتح وقيام ودزفول وقائم.
ويعتقد المحللون أن الصواريخ الإيرانية المتطورة والمحلية الصنع كانت بمثابة أهم وسيلة لردع أعدائها والدفاع عن نفسها.
هل روسيا في حاجة ماسة للأسلحة الإيرانية؟
منذ بداية الهجوم الروسي في أوكرانيا، تحاول وسائل الإعلام الغربية تصوير جيشها على أنه عفا عليه الزمن وغير منظم، وأسلحتها على أنها مجرد وصف وتافه.
ومن منظور الغرب، من المفترض أن تكون روسيا قد استنفدت أغلب مواردها منذ زمن طويل. في أكتوبر من عام 2022، زعمت وسائل الإعلام الغربية أن روسيا قد نفدت الصواريخ الباليستية، وهذا هو السبب المزعوم لعدم مهاجمتها القواعد الأوكرانية بعد الآن.
ومع ذلك، في عام 2024، ستظل الهجمات الصاروخية بعيدة المدى ضد الأهداف الأوكرانية تمثل استراتيجية بارزة ومستمرة لموسكو في “عمليتها العسكرية الخاصة”. إن ذخيرة روسيا بعيدة كل البعد عن النفاذ، حيث تشير التقارير الاستخباراتية إلى أنها ستكون قادرة على مواصلة مجهودها الحربي لعدة سنوات أخرى بفضل زيادة معدل إنتاج الأسلحة.
لذا، في حين أن الصواريخ الإيرانية عالية الكفاءة ويمكن أن تكون مفيدة لأي طرف يقرر استخدامها، فإن الهجوم الروسي في أوكرانيا لن يتم إعاقةه إذا لم تضع موسكو يديها على هذه الأسلحة. وتظل روسيا أكبر منتج ومصدر للأسلحة، في حين يجد الغرب صعوبة في مواكبة إمداداته من الأسلحة إلى أوكرانيا.
ويتعين على أوروبا أن تخاطب الفيل الموجود في الغرفة
وتحب الولايات المتحدة أن تقول لأوروبا إنها لن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها إذا قررت الانفصال عن واشنطن. ولهذا السبب وافقت أوروبا على الوصول إلى حافة الركود لمساعدة أمريكا على تسجيل هدف في مرمى روسيا. لا تزال أوروبا تسمح لنفسها بأن تخدعها واشنطن، إذ تكرر الدعاية الأمريكية التي تتنبأ بأن موسكو ستهاجم أوروبا بعد أن تنتهي من أوكرانيا.
تأتي الضجة الأخيرة حول الهجوم الروسي الوشيك على أوروبا، بعد أكثر من عامين، حيث يمكن للجميع الاتفاق على أن ما يحدث في أوكرانيا ليس حرب تعظيم. ونحن نعلم جميعا الآن أن الحرب في أوكرانيا كان من الممكن منعها بسهولة لو لم يتنصل حلف شمال الأطلسي من التزاماته التي نصت على عدم توسعه نحو الشرق.
ويتعين على أوروبا، بدلاً من تأجيل الأمور وإلقاء اللوم عن النجاح العسكري الروسي على عاتق إيران، أن تحاول الاعتراف بأن واشنطن لعبت بها، وأن تبحث عن وسيلة لتحرير نفسها من الهيمنة الأميركية.