أوقفت إدارة معهد ماساشوستس للتكنولوجيا -الخميس الماضي- عددا من الطلاب، بعد أن احتج متظاهرون على الحرب الإسرائيلية على غزة، واحتلوا أحد المباني المهمة طوال اليوم ورفض بعضهم المغادرة في الوقت المحدد.
ولم يكن هذا الاضطراب الوحيد الذي حدث في الحرم الجامعي في الأيام الأخيرة بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أزيد من شهر على قطاع غزة.
فقد حظرت جامعة برانديز مجموعة طلابية مؤيدة للفلسطينيين هذا الأسبوع، في حين تم اعتقال نحو 20 طالبا خلال احتجاج في جامعة براون.
وأمس الجمعة، أعلنت جامعة كولومبيا أنها ستعلق جمعيتين طلابيتين -“طلاب من أجل العدالة في فلسطين”، ومنظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام”- بألا تكونا مجموعتين طلابيتين رسميتين حتى نهاية الفصل الدراسي.
وكانت المجموعتان نظمتا احتجاجات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة.
واتهمت الجامعة كلا من الجمعيتين بانتهاك السياسات الجامعية بشكل متكرر، مما أدى إلى تنظيم حدث غير مصرح به الخميس الماضي.
وفي معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، أرسلت رئيسة المعهد سالي كورنبلوث رسالة إلى جميع الطلاب تحدد فيها “حدود الاحتجاج في الحرم الجامعي” خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين وصفتها بأنها “تخريبية” و”صاخبة”، واستمر الاحتجاج في أحد المباني طوال اليوم واجتذب متظاهرين مناوئين.
وعندما رفض بعض المتظاهرين المغادرة بعد تحديد موعد نهائي، هددت المدرسة باتخاذ إجراءات بحقهم، ولكن بعد سماع المخاوف بما في ذلك قضايا التأشيرة، قالت كورنبلوث إنه سيتم “إيقافهم عن ممارسة الأنشطة غير الأكاديمية في الحرم الجامعي”، ولم يكن من الواضح عدد الطلاب الذين سيتأثرون بهذا القرار ومتى سيحدث ذلك.
وكتبت كورنبلوث “بعد استنفاد جميع السبل الأخرى لتهدئة الوضع، أبلغنا جميع المتظاهرين أنه تجب عليهم مغادرة منطقة الردهة خلال فترة زمنية محددة، أو سيكونون عرضة للإيقاف”.
وأضافت “لقد اختار كثيرون المغادرة، وأنا أقدر تعاونهم، ولكن بعضهم لم يفعل ذلك”.
وواجه موقف كورنبلوث انتقادات من الجانبين، فقد قال محمد محمد، من الائتلاف من أجل فلسطين على مستوى معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، في بيان “إن حبنا وكفاحنا من أجل شعب غزة لن يتأثر بتكتيكات الخوف التي تتبعها الإدارة”.
وأشار إلى أنه “في حين أن الإدارة قد تمتلك الوسائل اللازمة لإرسال رسائل ورسائل بريد إلكتروني إلى جميع الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس والعاملين، فإننا نمتلك شيئا أكثر فعالية؛ (نمتلك) قضية عادلة وأصواتا جماعية للآلاف في مجتمع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا الذين يظلون ملتزمين بالدفاع عن حقوق الإنسان”.
في المقابل، انتقد “تحالف معهد ماساشوستس للتكنولوجيا الإسرائيلي” الجامعة لعدم تعليقها الأكاديمي لأي من المتظاهرين، الذين اتهموهم بمنع الطلاب من حضور الفصول الدراسية.
وتصاعدت الاحتجاجات الأسابيع الماضية على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في عدد من كبرى الجامعات الأميركية.
ووضعت تلك الحرب الجامعات الخاصة في الولايات المتحدة أمام معضلة دقيقة، فهي مطالبة بتلبية مطالب داعميها الأثرياء المؤيدين لإسرائيل، وفي الوقت نفسه الحفاظ على حق طلابها في التعبير عن آرائهم الداعمة للفلسطينيين.
وقام عدد من الأثرياء الأميركيين، أو لوّحوا على الأقل، بوقف تبرعاتهم لمؤسسات تعليم عالٍ عريقة مثل جامعة هارفارد في ولاية ماساشوستس، وجامعة بنسلفانيا في ولاية فيلادلفيا.
في حين أنهت منظمة ويكسنر التي تعمل على تحضير “قادة المجتمع اليهودي الأميركي ودولة إسرائيل” شراكتها مع كلية كينيدي في جامعة هارفارد.
ويكفل الدستور الأميركي حرية التعبير والإدلاء بالرأي، ويستند كثير من مسؤولي الجامعات إلى تقرير لجنة كالفن لعام 1967 في الدفاع عن حرية الطلاب في التعبير عن مواقفهم.
وكان هذا التقرير -الذي أصدرته جامعة شيكاغو في خضم احتجاجات غاضبة ضد حرب فيتنام وأعمال شغب على صلة بالحقوق المدنية- خلص إلى أن دور الجامعات يجب أن يكون الترويج لتعددية الآراء عوضا عن اتخاذ موقف بشأن قضايا مثيرة للجدل.