شارك آلاف الأستراليين في مسيرات مؤيدة للفلسطينيين اليوم الأحد، في حين خرج متظاهرون آخرون في الولايات المتحدة وكندا تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
واستشهد أكثر من 2300 فلسطيني بينهم أكثر من 700 طفل، في العدوان الإسرائيلي على القطاع المحاصر، والذي يقصفه جيش الاحتلال منذ أكثر من أسبوع بعد أن كبدته المقاومة الفلسطينية خسائر جسيمة في عملية “طوفان الأقصى” يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقطعت إسرائيل أيضا إمدادات الغذاء والمياه والكهرباء عن سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وقتل أكثر من 1300 إسرائيلي في عملية “طوفان الأقصى”، كما تم أسر العشرات، بينهم جنود وضباط من جيش الاحتلال.
أستراليا
ولوح المحتجون بأعلام فلسطين وهتفوا “الحرية، حرروا فلسطين”، فيما جاب المئات من أفراد الشرطة المنطقة بمحيط إحدى أكبر المسيرات في سيدني عاصمة نيو ساوث ويلز، أكثر الولايات سكانا.
وحلقت مروحية تابعة للشرطة على ارتفاع منخفض فوق الحشد، الذي تجمع في متنزه هايد بارك بالمدينة. وقال منظمون إنهم يعتزمون تنظيم مسيرة أخرى بوسط سيدني مطلع الأسبوع القادم.
وقدرت حركة العمل الفلسطيني المنظمة للمظاهرة عدد المشاركين فيها بنحو 5000 شخص. وقالت أمل ناصر، المتحدثة باسم الحركة، إن المسيرة “مضت سلمية”، وإن الشرطة لم تتدخل لتوقيف أو تفتيش المحتجين.
وقالت آية، وهي فلسطينية تعيش في سيدني، إنها شاركت في المسيرة للدعوة إلى السلام ولدعم بلدها، وقال محتج آخر يدعى مصطفى -غادر والده غزة عام 1976- إنه جاء للمشاركة مع أبنائه الثلاثة، وإنه ضد الصهيونية وليس ضد اليهود “فهم في فلسطين منذ وقت طويل جنبا إلى جنب مع المسلمين والمسيحيين”.
وذكر موقع “غارديان أستراليا” الإخباري أن الآلاف شاركوا أيضا في مسيرات مؤيدة للفلسطينيين في إديليد، عاصمة ولاية جنوب أستراليا، وفي ملبورن عاصمة ولاية فيكتوريا.
وندد أليكس ريفشين، مساعد الرئيس التنفيذي للمجلس التنفيذي لليهود الأستراليين بالمسيرات، وقال إن بعض المحتجين “يهتفون بعبارات ملطفة تطالب بتدمير إسرائيل”.
وذكرت وسائل إعلام أن الشرطة في سيدني ألقت القبض يوم الجمعة على 3 رجال خارج المتحف اليهودي في أستراليا لتأديتهم التحية النازية. ودعا رئيس المخابرات الأسترالية المواطنين إلى التخفيف من حدة الخطاب الذي قد يؤجج التوترات.
شيء يتجاوز الحدود
وفي العاصمة الأميركية واشنطن، تجمع مساء أمس السبت آلاف المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، واحتجوا أمام البيت الأبيض هاتفين “حرروا فلسطين”، ورافعين أعلاما فلسطينية ولافتات مكتوبا عليها “أوقفوا الاحتلال” و”أوقفوا إطلاق النار الآن”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتظاهرة ليندا هوتون قولها إن “ما يحدث اليوم يتجاوز الحدود ويثير الاستياء، نحن نشاهد أشخاصا يُقتلون بيد جيش يدعمه هذا البلد (الولايات المتحدة)”.
وفي الأيام الأخيرة نظم الأميركيون في كثير من أنحاء البلاد احتجاجات مؤيدة لإسرائيل وأخرى مساندة للفلسطينيين.
وبدوره قال أحمد عبد، أحد المتظاهرين الذين ساروا في وسط واشنطن، “أتمنى لو كنا نستطيع القيام بشيء، أتمنى لو كنا نستطيع وقف الحرب”. وأضاف متحدثا عن قطاع غزة المحاصر “إنهم في سجن”.
وفي نيويورك، معقل أكبر عدد من السكان اليهود خارج إسرائيل، تجمع مئات في بروكلين الجمعة للإعراب عن استيائهم من الهجوم الإسرائيلي رافعين لافتة كتب عليها “اليهود يقولون: أوقفوا الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين”.
واليهود في نيويورك منقسمون، إذ تعتبر بعض الأصوات أن من حق إسرائيل “الدفاع عن نفسها”، في حين تحذّر أخرى من إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
كندا
وفي كندا خرجت مظاهرات في مدينة “مسيساجا” دعما لقطاع غزة وتنديدا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي.
ورفع المتظاهرون في إحدى ساحات المدينة أعلام فلسطين ولافتات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، ورددوا شعارات داعمة للمقاومة الفلسطينية.
وتعمل بعض الدول الغربية على منع وكبح الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، معللة ذلك بالخوف من أن تنفلت المظاهرات وتؤدي إلى أعمال عنف. وحظرت فرنسا مثل هذه الاحتجاجات خوفا من أن “تتسبب في إخلال بالنظام العام”.