لا تكفُ أجهزة أمن السلطة عن ملاحقة واعتقال المقاومين الفلسطينيين، والوقوف بدور المتفرج على ما يحدث من اعتداءات للمستوطنين المستمرة على المواطنين وممتلكاتهم، كما حدث قبل يومين في قرى وبلدات محافظة نابلس شمال الضفة المحتلة، في المقابل، يواصل الاحتلال التنصل من الاتفاقات الأمنية مع مسؤولي السلطة، ويطعنها في خاصرتها ويعريها أمام الشعب الفلسطيني والعالم العربي.
الدور السلبي لأجهزة أمن السلطة لا يتوقف على الحد المذكور أعلاه، بل أيضاً تطارد وتعتقل كل من يُطالب بالوحدة الوطنية ورص الصف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وهو ما حدث اليوم بعدما اعتدت على عدد من الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين على خلفية تغطية مؤتمر يدعو لإجراء الانتخابات الفلسطينية وضرورة ترتيب البيت الفلسطيني.
دور السلطة الوظيفي المكمل لجهود الاحتلال الإسرائيلي في اجتثاث المقاومة واستمرار الانقسام السياسي الفلسطيني، يعني وفق كتاب ومحللين سياسيين، أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعمل بعيداً عن الجو الوطني العام، في خدمة الاحتلال وكيانهم.
رهينة للاحتلال
الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، يرى أن السلطة الفلسطينية تحولت منذ زمن إلى إلى رهينة لدى الاحتلال “الإسرائيلي”، إذ يربط الأخير الدعم المادي للسلطة وحل أزماتها المالية بالتنسيق الأمني بين الطرفين لمحاولة تحييد المقاومة والفدائيين، وهو ما يعني أن لا وجود للسلطة بدون تنسيق أمني يكمل دور الاحتلال في ملاحقة وقتل واعتقال أبناء الشعب الفلسطيني.
كما يرى الكاتب عبدو في مقابلة خاصة بـ “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن الاحتلال تمكن من تحويل دور السلطة إلى حالة أمنية ونزع عنها أي دور سياسي، لأن وجودها يخدم الاحتلال فقط، مضيفا: “ينصب جهد الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي في هذه المرحلة على نقل المعركة من “فلسطينية إسرائيلية”، إلى معركة “فلسطينية فلسطينية”، بسبب الدور المكمل الذي تمارسه السلطة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال: “ستواصل قوات الاحتلال فرض سيطرتها على السلطة للقيام بدورها المنوط إليها وهو ملاحقة المقاومين والفدائيين، ما يزيد السلطة عزلة لدى الجمهور الفلسطيني”، إذ لم يعد للأجهزتها أي سيطرة أمنية على أي مناطق الضفة المحتلة، وهو ما يشاهده العالم من اقتحامات للجيش والمستوطنين للمناطق التي تحت حكم السلطة دون أن تحرك الأخيرة ساكناً.
وعن المطلوب من السلطة في هذه المرحلة الحرجة، دعاها عبدو إلى حسم أمرها والادراك أن مسار التسوية هو غطاء للاستيطان الذي استفاد من الاتفاقيات السياسية والأمنية على أكثر من عقدين ونصف، حتى فاق عدد المستوطنين المليون، كما باتت كل الأراضي الفلسطينية في الضفة تحت سيطرة جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، وتحكم قبضتها وتقسم الدولة اليهودية الثانية في المنطقة.
محاولة انهاء الحالة الثورية
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اياد القرّا: إن السلطة أعلنت مراراً وجهاراً أنها على أتم الاستعداد للتعاون مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن باستمرار التنسيق الأمني وملاحقة واعتقال وتسليم المقاومين الفلسطينيين، وإنهاء الحالة الثورية في الضفة الغربية المحتلة.
وأشار القرّا في مقابلة خاصة مع “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، إلى أن دور السلطة لا يتوقف على ملاحقة المقاومين وتسليمهم واعتقالهم أو تسليمهم للاحتلال، بل تقوم أجهزتها الأمنية بملاحقة كل من يدعو إلى الوحدة الوطنية، وهو ما حدث اليوم بعدما اعتدت على عدد من الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين على خلفة تغطية مؤتمر يدعو لإجراء الانتخابات الفلسطينية وضرورة ترتيب البيت الفلسطيني.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تعمل بعيداً عن الجو الوطني العام، وفوق أنها مُقصرة في حماية المواطنين كما حدث في حوارة وغيرها من المدن الفلسطينية، فإنها تشن هجوماً إعلامياً على كل من عارض قمة العقبة الأمنية التي تلاحق المقاومين وتسعى لاجتثاث الهبة الجماهيرية الثورية ضد الاحتلال.
ونوه القرّا إلى أن المطلوب في هذه المرحلة، رص الصفوف والوحدة الوطنية وتوحيد الموقف الوطني الفلسطيني ومحاولة الضغط على السلطة لمنعها من الاستمرار من التعاون مع الاحتلال الإسرائيلي بشأن ملاحقة المقاومين، الذي يشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من المجازر ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
المصدر: فللسطين اليوم