موقع مصرنا الإخباري:
إذ لم يكن سهلا على احد مشاهدة احداث نابلس الاخيرة دون ان يتحدث ويبدي رايه ، فبينما كانت حالة الاعتراض والاحتجاج على اعتقال احد المقاومين الفلسطينيين من قبل اجهزة الامن الفلسطينية، تحولت بايدي عابثة الى حالة تخريب وتدمير للممتلكات الخاصة والعامة وحولت المدينة الاكثر حيوية الى مدينة اشباح في ساعات قليلة.
غير انه يبقى السؤال الاهم ما الذي دفع بالامور الى الاشتعال ، اولا الشعور الفلسطيني بان السلطة الفلسطينية لا تتعاطى مع الاحداث بوصفها سلطة دورها المحافظة على امن الفلسطينيين وحياتهم بقدر ما تتعاطى بوصفها جزءا من اتفاق اكل عليه الدهر وشرب وتصر على تنفيذه بحذافيره في وقت داسه الطرف الاخر بالدبابات في العام ٢٠٠٢ وهذا الشعور هو الذي يدفع الفلسطينيين الى التشكيك في تصرفات اجهزة الامن الفلسطينية وانتقادها في اغلب الاحيان، ثانيا اعتقاد الشارع الفلسطيني بان لغة المقاومة باشكالها هي الحل للعلاقة مع الاحتلال وبان زمن التفاوض والحديث عن عملية تسوية انتهى تماما ولم يعد قائما وهذا الامر دفعه الى اعتبار الشبان الفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال وغالبيتهم دون علاقات عنقودية مع تنظيماتهم بانهم يعبرون عن حالة جديدة وعليه كانت ردة الفعل على اعتقال مطارد لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر وهو مصعب اشتية بهذا الشكل والحدة التي شاهدناها في نابلس. ثالثا عدم قناعة السلطة الفلسطينية في الضفة بان فكرة الانقسام والصراع الفصائلي فكرة راسخة فقط في عقول القيادات الفصائلية وبانها غير قائمة في وجدان الشارع وعليه فان عملية اعتقال مصعب اشتيه الذي ينتمي لحماس لم تستطع اجهزة الامن تبريرها بانها تتم بحق احد المعارضين للسلطة الفلسطينية وبان مجرد انتماءه لحركة حماس يبرر اعتقاله كما حدث ، وعلى الرغم من انهاء الواقع المتازم في نابلس من خلال قيادات فصائلية ومجتمعية الا ان هناك دروس على السلطة ان تفهمها حتى لا تتكرر الاحداث السابقة وتنسحب على باقي مناطق الضفة الغربية ، بداية على السلطة ان تتجاوز فكرة الاتفاقيات الامنية والسياسية مع الاحتلال وان تبدا بالتفكير برص الصف الفلسطيني والالتحام معه في معركة سياسية وميدانية طويلة لكن رغم طولها الا ان حالة الالتحام فيها بين الشارع والقيادة تمنحها الفرصه للنجاح ،ثانيا ان تتجاوز السلطة الفلسطينية الصراع الفلسطيني الداخلي وان تعمل بشكل سريع على لملمة الصفوف وان تتوجه سريعا الى تجديد الشرعيات عبر انتخابات تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني وهذه الخطوة بحد ذاتها قادرة على نزع فتيل الاحتقان لان الشارع الفلسطيني سيشعر بانه هو من اختار قيادته وسيلتف حولها ويساندها في اي قرار من الممكن ان تتخده ، دون هاتين الخطوتين فان السلطة الفلسطينية قد تجد نفسها امام حدث مشابه لاحداث نابلس لكن السيطرة عليه قد يكون ساعتها مستحيلا.