موقع مصرنا الإخباري:
بدأت حرفة النسيج اليدوى فى أخميم القديمة منذ أكثر من ٤ آلاف عام، وعلى مر العصور أصبح النسيج الاخميمى ذات شهرة عالمية حتى أطلق على أخميم مانشيستر ماقبل التاريخ نسبة إلى مدينة مانشيستر البريطانية.
ويذكر التاريخ أنه كان فى مدينة أخميم منذ مئات السنين اكثر من ١٠ الآف نول يدوى فى معظم بيوت أخميم، وساءت أحوال أصحاب الأنوال بسبب إنشاء المصانع الخاصة بإنتاج النسيج والحرير فى وقت واحد، وتراجع عدد الأنوال في أخميم إلى أقل من عشرة أنوال الأمر الذى دفع محافظة سوهاج إلى أحياء حرفة النسيج اليدوى وأنشات قريتين بحي الكوثر ومنحت كل أسرة بيت ونول .
وفى معرض الحرف التراثية الذى افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا، وجه الرئيس بدعم حرفة النسيج اليدوى بألف نول توزع على الشباب، كماوافق البنك الدولى على دعم الحرفة بقرض قيمته١٠٠ مليون جنيه.
ومنذ افنتاح المعرض حتى الآن، لم تقم محافظة سوهاج باى دور تجاه هذه الحرفة التراثية رغم تعلميات رئيس الجمهورية الصريحة، ومنذ أيام قليلة أدرجت منظمة اليونسكو، النسيج اليدوي في مصر الخاص بمنطقة الصعيد في قائمة مواقع التراث الثقافي غير المادي، الذي يحتاج إلى صون عاجل.
ويعد النسيج اليدوي أحد أهم الحرف التراثية في مصر، وتشتهر به عدد من المحافظات، على رأسها مدينة أخميم بسوهاج.
ويواجه أصحاب تلك الحرفة عدة معوقات من بينها عدم قدرتهم على تسويق منتجاتهم، وعدم قدرتهم على شراء المواد الخام التي يحتاجونها في عملية التصنيع.
ويشارك أصحاب تلك الحرفة في عدد من المعارض الدولية، كما أن هناك بعض السياح الذين يسافرون خصيصا لمحافظات مصرية خاصة مدينة “أخميم” لشراء احتياجاتهم من النسيج اليدوي لما له من شهرة عالمية، وذوق راق يندر أن يجدوه في مناطق أخرى، حيث تتنوع الصناعات بين: كوفرتات ومفارش سرير، وسفرة، وطرح، وفساتين وستائر وقد أنشأت الدولة أول قرية للنساجين بحي الكوثر في سوهاج عام 1995، بمساعدة من الحكومة الكندية، بعد أن تعرضت الصناعة لخطر الاندثار وتراجعها، حيث يوجد بالقرية 150 وحدة نول، تم نقل الراغبين في الاستمرار فى صناعة النسيج إليها، وخلال تلك الفترة لم تحدث أي تنمية بهذه القرية بسبب الإهمال وعدم توفر الخدمات لسكانها، ما أدى إلى هجرتهم وإغلاق اغلب البيوت وفي 2005، أنشأت أيضًا قرية ثانية للنسيج اليدوي بها 122 وحدة نول، أكثر تطورًا من القرية الأولى وبها أماكن للسكن عبارة عن غرفتين وصالة ومكان منفصل للنول، لكنها افتقرت الكثير من الخدمات.
ومن المشاكل التي تواجه صناعة النسيج اليدوي، الصعوبات فى عملية شراء المواد الخام وارتفاع أسعارها، وصعوبة تسويق المنتجات، وارتفاع تكلفة تصنيع «النول» الذي يستخدمه الصناع حيث تصل قيمته إلى اكثر من ١٠ الاف جنيه
ويقول محمد حمدان الدقيشي، رئيس مؤسسة الفراعنة للتنمية والتطوير والتسويق لمنتجات أخميم، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء تفقد جناح مؤسسة الفراعنه للتنمية والتطوير والتسويق للانتاج اليدوى بمعرض تراثنا فى دورته الأخيرة التي أقيمت بأرض المعارض بالتجمع الخامس، أشاد بمنتجات أخميم وأعطى توجيهاته بضرورة تصنيع شنطه من نفس نوع الكوفرته وتطوير تغليف الاسكارف، وزيادة حجم المنتجات وإتاحة فرص عمل مستمره للسيدات والشباب فى هذه الحرفه والحفاظ على تراث اخميم وقرر الرئيس بدعم هذه الحرفة بعدد 500 نول للشباب وكان ذلك فى شهر أكتوبر 2020.
وأضاف أنه تم تنفيذ توجيهات سيادة الرئيس على الفور بوضع خطه لتنفيذ هذه التطورات على المنتج وجارى التنسيق مع وزارة التضامن وغرفة الصناعات اليدويه لتفعيل المبادرة الرئاسية لتوزيع 1000 نول يدوى من خلال تحيا مصر وذلك بعرض المشروع لتنمية صناعه الكليم والسجاد ومنسوجات اخميم.
وأضاف محمد حمدان الدقيشى: كما تم عمل مذكرة تفصيلية للوزيره نيفين القباج لأهمية تكامل عملية التدريب واختيار الشباب والفتيات من الراغبين فى فرص عمل مستمرة، وتعلم حرفة مهمة كمشروع صناعى والحفاظ على التراث الحضارى لمدينة اخميم التى أطلق عليها مانشستر ماقبل لتاريخ نظرا لأهمية هذه الحرفة.
وأشارت فاتن السيد بخيت، أمين صندوق مؤسسة الفراعنه لتطوير منتجات أخميم، إلى أنه جاء إعلان منظمة اليونسكو بأن نسيج أخميم تم اعتماده كتراث عالمى يجب حمايته والحفاظ عليه مؤيدا لتوجيهات واهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية بأهمية تطوير هذه الحرفه والحفاظ عليها وللأسف المحافظة مازالت تدرس الجوانب المختلفه لتطوير هذه الصناعة والحفاظ عليها من الاندثار.
ومن جانبه، أكد أبوبكرالسيد، المدير التنفيذى للمؤسسة، أن أهم العقبات التى تواجهنا فى تحقيق التطور الملموس هو عملية التسويق التى أدت إلى التأثير على تنفيذ الخطة الاستراتيجية للنهوض بهذه الحرفه وخصوصا بعد أن وصلنا إلى تشغيل 1000 أسره أصبحنا غير قادرين على سداد مديونيات الإقراض من المشروعات التى تتعاون معنا فيها المؤسسة القومية لتنمية الأسرة والمجتمع التابعة لوزارة التضامن وكذالك القرض الممنوح من جهاز تنمية المشروعات.
وتابع: وعن أهم الخطوات التى نتمنى أن يرعاها محافظ سوهاج كما وضحها فريق عمل مؤسسة الفراعنة من السيدات والشباب من خلال قرض البنك الدولي أهمية عمل منافذ تسويق دائمة بالتعاون مع محافظى القاهرة والإسكندرية والجيزة كما كانت فى السابق، ومن خلال الخطه التى عرضها الدكتور أحمد عزيز رئيس جامعة سوهاج حينما كان مستشار علمى للمحافظة وذلك بفصل منظومة التسويق عن الإنتاج والتعاون مع برنامج تحديث الصناعه فى عملية التطوير واستمرار عملية التدريب وربط خريجى الثانويه النسيجية بحى الكوثر بالعمل فى هذه الحرفة، مع تطوير المناهج الدراسية بالمدرسة وإقامة تجمع صناعى حرفى لنسيج اخميم اليدوى فى مدينة اخميم الجديده وتنفيذ المشروع المتكامل لتواجد الطاقة البشريه بقرى اخميم وإتاحة فرص العمل من خلال التدريب وتسليم الأنوال التى أطلق بها مبادرة رئاسية وتنفيذ الخطه التسويقية لإحياء هذا التراث والحفاظ عليه.
وأضاف الدقيشي: لقد توجهت الى اللواء طارق الفقى مخافظ الاقليم عقب الانتهاء من معرض الحرف التراثية الذى زاره الرئيس السبسي وعرضت عليه بحضور د محمد عبدالهادى مدير مكتبه خطة النهوض بحرفة النسيج اليدوى فطلب المحافظ منى عقد اجتماع موسع بحضور٢٠ من المؤثرين فى صناعة النسيج باخميم، وعلى الفور قدمت للمحافظ اسماء ٢٠ شخصا وأرقام تليفوناتهم للمشاركة فى بحث خطة النهوض بالصناعة التاريخية واستغلال قرض البنك الدولى ب١٠٠ مليون جنيه الاستغلال الأمثل، ولكن للأسف منذ شهر أكتوبر حتى الآن لم تتصل المحافظة بي، ولم تعقد اى احتماعات بشأن النسيج، واكتفى المحافز بافتتاح عدظ من البازارات بالحديقة المتحفية لعرض بعض المنتجات الحرفية بينها منتجات أخميم .
كما قامت جامعة سوهاج العام الماضى بانشاء مركز الحرف البيئية والتراثية، وعقد المركزاجتماعا لدعم المشروعات الصغيرة دون الاستعانة بأصحاب الانوال والعاملين بحرفة النسيج .
ويؤكد الدقيشي: سبق أن تقدمت لرئيس الوزراء د مصطفى مدبولى مذكرة بخطة النهوض بصناعة النسيج وهذه المذكرة موجودة فى المحافظة لكن يبدو أن المحافظة لا يعنيها الأمر.